صراعٌ على الموت

لم يعد ضبط الحدود السورية اللبنانية مجرد قضية أمنية، بل بات صراعاً مصيرياً بين الحق والباطل، بين الأمن والاستباحة، بين الحياة والموت. فالمعركة التي تدور اليوم ليست مجرد مواجهة تقليدية، بل هي معركة وجود، حيث يتصارع الطرفان: طرف يسعى لفرض سيادة الدولة واستعادة الأمن، وآخر يتمسك بإرث الفوضى والخراب، من تجارة الكبتاغون إلى استغلال الأطفال وبيع الأعضاء، وهي جرائم لم تعد مقبولة في سوريا الجديدة.

منذ أن استلم السيد أحمد الشرع الحكم في سوريا، كان ملف ضبط الحدود أحد أولوياته، إذ أدرك أن بقاء الدولة مرهون بتطهيرها من هذه الآفات التي زرعتها قوى الفساد والطغيان. فبدأت الإدارة العسكرية حملة أمنية غير مسبوقة، مستهدفة أوكار تجار الحروب والمخدرات، وملاحقة فلول النظام البائد، لتتمكن في وقت قياسي من تحقيق إنجاز غير مسبوق: استعادة السيطرة الكاملة على الحدود اللبنانية، بالتنسيق مع الجيش اللبناني.

ولم تكن هذه الحملة مجرد عملية أمنية، بل كانت إعلاناً واضحاً بأن سوريا لن تكون بعد اليوم ساحة للفوضى أو معبراً للموت، بل دولة قوية تحمي أبناءها وتصون حدودها. وكانت استعادة البلدات السورية التي احتلتها ميليشيات حزب الله إحدى أهم نتائج هذه الحملة، حيث تم تحريرها وإعادتها إلى السيادة السورية، بعد سنوات من التلاعب بمصيرها.

في لبنان، قوبلت هذه الخطوات بترحيب واسع، إذ أدرك اللبنانيون أن نجاح سوريا في تطهير حدودها هو نجاح لهم أيضاً، فالأمن مشترك، والاستقرار لا يُجزَّأ، وما قامت به القوات السورية كان ضربة قاضية لعصابات التهريب والجريمة المنظمة التي لطالما استباحت الحدود بين البلدين.

واليوم، بعد هذه الحملة، أصبحت الحدود أكثر أماناً واستقراراً، وعاد إليها الهدوء الذي فقدته لسنوات. لكن العيون لا تزال ساهرة، واليقظة مستمرة، لأن التحديات لم تنتهِ، ولأن حماية المكتسبات تحتاج إلى إرادة صلبة لا تتراجع أمام التهديدات.

ما حققه الرئيس السوري السيد أحمد الشرع في فترة قصيرة، عجزت عنه حكومات العالم لسنوات، وهو يثبت يوماً بعد يوم أن بناء سوريا الجديدة لا يكون بالكلمات، بل بالقرارات الحازمة والأفعال الجريئة، التي تؤسس لدولة قوية لا تخضع إلا لسيادة شعبها.

براءة الكريم

اترك تعليقا