دير الزور.. اشتباكات دامية بين “قوات العشائر” و”قسد” تسفر عن ضحايا مدنيين

لا تزال محافظة دير الزور تشهد تصعيدًا أمنيًا متواصلاً، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين “قوات العشائر” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

ففي مساء الاثنين، 20 كانون الثاني، شنّت مجموعات مسلحة يقودها إبراهيم الهفل، أحد شيوخ عشيرة “العكيدات” وقائد “قوات العشائر العربية”، هجومًا مباغتًا على مواقع “قسد” في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي. ونجحت القوات المهاجمة في السيطرة على عدة نقاط، بعد انسحاب عناصر “قسد” من مواقعهم، لتستمر سيطرتهم لساعات قبل أن تتدخل تعزيزات عسكرية ضخمة من “قسد” قادمة من “حقل العمر” و”معمل كونيكو”، مدعومة بوحدات “الكوماندوس”، مما أدى إلى استعادة السيطرة على المنطقة.

ضحايا مدنيون وحالة من التوتر

أثناء المواجهات، أدى تبادل إطلاق النار إلى مقتل طفل وإصابة ستة مدنيين، بعضهم في حالة حرجة، فيما استمرت الاشتباكات في مناطق متفرقة من ريف دير الزور الشرقي. وعقب الهجوم، فرضت “قسد” حظر تجول في المنطقة بدأ في السادسة مساءً واستمر حتى ظهر اليوم التالي، وسط تحذيرات للسكان عبر مكبرات الصوت بضرورة الالتزام بالحظر.

تصعيد بين “قسد” والعشائر بعد سقوط النظام السوري

تأتي هذه التطورات بعد أكثر من شهر على سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول 2024، حيث شهدت المنطقة تحولات كبرى، كان أبرزها انشقاقات واسعة في صفوف “مجلس دير الزور العسكري” التابع لـ”قسد”، وانضمام العديد من قادته وعناصره إلى “إدارة العمليات العسكرية”، التي تضم فصائل المعارضة المسلحة.

وفي بيان رسمي، اتهمت “قسد” من أسمتهم “بقايا النظام البعثي السابق” وميليشيا “الدفاع الوطني” بالوقوف وراء الهجوم، مؤكدة أنها ستلاحق المهاجمين بالتنسيق مع التحالف الدولي. كما أشارت إلى استمرار التوتر الأمني في بلدات خشام وغرانيج والكسرة، حيث نفذت عمليات أمنية لملاحقة المسلحين.

رفض عشائري متصاعد لوجود “قسد”

على مدار السنوات الماضية، كانت دير الزور مسرحًا لمعارك متكررة بين العشائر العربية و”قسد”، إذ تتهم الأخيرة بممارسة انتهاكات بحق المكون العربي، ما أدى إلى نشوء حركة مقاومة محلية تحت اسم “قوات القبائل والعشائر”، التي خاضت مواجهات عدة ضد “قسد” خلال السنوات الأخيرة.

اليوم، ومع انضمام المزيد من المقاتلين العشائريين إلى الفصائل المعارضة، يبدو أن دير الزور تتجه نحو مرحلة جديدة من الصراع، في ظل غياب أي بوادر لحل سياسي ينهي حالة الاحتقان المتصاعدة بين القوى المتصارعة على الأرض.

اترك تعليقا