وجّه عدد من أبناء محافظة دير الزور، الذين لم يتمكنوا من حضور الجلسة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، رسالة مفتوحة إلى اللجنة التحضيرية والمشاركين في المؤتمر، تضمنت رؤاهم وتوصياتهم حول مستقبل سوريا بشكل عام ومحافظة دير الزور بشكل خاص.
عبّر الموقعون على الرسالة عن اعتزازهم بالمشاركة في هذا المسار الحواري رغم عدم تمكنهم من الحضور، وأكدوا على ضرورة أن يكون المؤتمر نقطة تحول نحو بناء دولة مستقرة وعادلة. وتركزت مطالبهم حول عدة محاور رئيسية، كان أبرزها التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض أي مشاريع تقسيمية، مع التشديد على ضرورة تحقيق العدالة الانتقالية من خلال إجراءات قانونية واضحة تضمن محاسبة مرتكبي الجرائم بحق السوريين وتعزيز المصالحة المجتمعية.
كما شددوا على أهمية صياغة دستور جديد يعزز فصل السلطات ويؤسس لنظام قضائي مستقل يضمن حقوق جميع المواطنين دون تمييز، إلى جانب وضع خطة اقتصادية شاملة تعالج الأوضاع المعيشية المتردية، وتؤسس لاقتصاد تنافسي قادر على جذب الاستثمارات وتحقيق تنمية مستدامة.
وفيما يخص مؤسسات الدولة، طالب أبناء دير الزور بإصلاح الإدارات الحكومية على أسس الكفاءة والشفافية، بعيداً عن المحاصصة، إضافة إلى بناء عقد اجتماعي يضمن المساواة بين جميع السوريين بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني أو الطائفي، وضمان الحريات العامة والشخصية دستورياً. كما دعوا إلى تبني نظام ديمقراطي تعددي يتيح التنافس السياسي العادل ويضمن تداول السلطة بطرق سلمية.
أما على مستوى محافظة دير الزور، فقد ركزت الرسالة على ضرورة إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة وتحسين الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، نظراً للحاجة الملحة إليها، بما يسهم في تشجيع النازحين على العودة إلى مناطقهم.
كما طالبوا بدعم القطاع الزراعي والصناعات المرتبطة به، وتوفير بيئة اقتصادية جاذبة للاستثمارات، إلى جانب ضمان تمثيل سياسي عادل لأبناء المحافظة في مؤسسات الدولة، وتمكينهم من المشاركة في عمليات إعادة الإعمار واتخاذ القرارات التنموية والخدمية.
كما شدد الموقعون على أهمية دعم المبادرات المحلية التي تعزز السلم الأهلي والتماسك الاجتماعي، وتخلق فرصاً للتنمية البشرية، بما يسهم في تحقيق استقرار حقيقي ومستدام في المحافظة.
وفي ختام رسالتهم، عبّر أبناء دير الزور عن أملهم في أن تجد مقترحاتهم طريقها إلى التنفيذ، مؤكدين استعدادهم للمساهمة في أي مشروع وطني يسهم في بناء سوريا جديدة، موحدة، وديمقراطية، تحقق تطلعات جميع أبنائها.