
“كفّ أم أحمد”… صفعة تهز السوشيال ميديا وتعيد فتح جراح الذاكرة السورية
- ودق - Wadaq
- مايو 26, 2025
- رأي, سوريا
- 0 Comments
في مشهدٍ عفوي تحوّل إلى ترند واسع على مواقع التواصل، وثّق مقطع فيديو لحظة قيام سيدة سورية تُعرف شعبيًا بـ”أم أحمد” بصفع سيدة أخرى، بعد مشادة كلامية نشبت بين الأخيرة وأحد الباعة في أحد الأماكن العامة، إثر قيامها بتمجيد النظام السوري البائد، ما أثار غضب الحضور.
بدأت القصة حين دخلت السيدة في تلاسن مع أحد الباعة، عبّرت خلاله عن دعمها للنظام، وتباهت بكلامها عن “الرئيس الهارب”، لتتدخل “أم أحمد” بشكل مباشر، وتشتبك معها بالكلام، قبل أن توجه لها صفعة حاسمة وسط دهشة الموجودين. الفيديو الذي التُقط بهاتف محمول، انتشر بسرعة كبيرة تحت وسم #كف_أم_أحمد، وأثار موجة واسعة من ردود الفعل بين متضامنين وساخرين ومحللين لما حمله المشهد من أبعاد.
الصفعة التي وُجّهت في لحظة انفعال لم تكن عابرة، بل تحوّلت إلى مشهد رمزي عبّر عن مشاعر مكتومة لدى كثير من السوريين الذين رأوا في تمجيد النظام بعد كل ما جرى استفزازًا لذاكرتهم، واستهانة بدماء الضحايا والمعتقلين والمهجرين. لم تكن “أم أحمد” ناشطة أو شخصية عامة، بل امرأة بسيطة تكلمت بعفوية، وعبّرت بصوتها وغضبها عن شعور الكثيرين ممن لم يجدوا حتى الآن من ينصف وجعهم.
الفيديو أشعل السوشيال ميديا، واعتبره كثيرون تعبيرًا حقيقيًا عن الكرامة الشعبية. تعليقات ساخرة انتشرت بكثافة، مثل “الكف ضبط إعدادات المصنع”، و”أم أحمد وزارة الداخلية الشعبية”، بينما رأى آخرون أن ما قامت به هو رد طبيعي في سياق عشر سنوات من القهر والتهميش والتزييف.
رغم أن البعض اعتبر ما حدث تصرفًا متهورًا، إلا أن الغالبية رأت أن ما فعلته “أم أحمد” لم يكن عنفًا، بل رفضًا لمحاولات تلميع النظام وتقديمه كوجهة نظر، في وقت ما تزال فيه القبور مفتوحة، والمعتقلات ممتلئة، والمهجّرون بلا عودة.
قد تكون أم أحمد لم تخطط لأي شيء، ولم تتوقع أن تصير رمزًا، لكنها في تلك اللحظة العفوية، مثّلت ما يود الملايين قوله… ولو مرة، ولو بكف.