الدفاع المدني السوري… من الثورة إلى الدولة

منذ انطلاقة الثورة السورية، كان الدفاع المدني السوري – أو ما عُرف بـ”الخوذ البيضاء” – اسماً يتردد في كل موقف إنساني، وكل لحظة خطر، وكل نداء استغاثة.
هذه المؤسسة التي نشأت من رحم المعاناة، أثبتت جدارتها في أكثر الظروف قسوة، ووقفت كخط الدفاع الأول في وجه الكوارث التي سببتها آلة الحرب، فكانت على مدار الساعة حاضرة بجهودها وتضحياتها، تنقذ الأرواح وتخمد النيران وتُسعف المصابين.

ومع انبلاج فجر جديد في سوريا بعد سقوط النظام، تحوّلت هذه المؤسسة إلى وزارة رسمية تحت اسم “وزارة الطوارئ والكوارث”، بقيادة الأستاذ رائد الصالح، الذي كان مديراً للدفاع المدني طوال سنوات النضال والإنقاذ.
هذه الخطوة جاءت لترسّخ الدور الحيوي للمؤسسة، وتؤكد على استمرارية العمل الإنساني بمزيد من التنظيم والدعم.

واليوم، تواصل الوزارة أعمالها بوتيرة متصاعدة، حيث أعلنت عن سلسلة تدخلات في عدد من المناطق السورية، تمثلت في إخماد أربعة حرائق مختلفة.

ففي حي الدويلعة بدمشق، اندلع حريق في أحد المنازل، أسفر عن حالات ضيق تنفس لعائلة جراء استنشاق الدخان، وقد قدمت فرق الإسعاف المساعدة الطبية اللازمة قبل السيطرة على النيران.
وفي منطقة حلب الجديدة، نشب حريق في سيارة لأسباب مجهولة، واقتصرت الأضرار على الماديات.
كما اندلع حريق في مطعم بمدينة سرمدا نتيجة خلل في بطاريات الشحن، فيما شهد سوق سقيلبية بريف حماة حريقاً في محل تجاري بسبب ماس كهربائي.

تثبت هذه الوقائع أن المؤسسة لم تفقد يوماً روحها الأصيلة، تلك الروح التي جعلت منها أكثر من مجرد جهاز إطفاء أو إسعاف، بل ملاذاً أولاً وأخيراً لكل سوري في مواجهة الخطر.
إنها درع الشعب في زمن الحرب، وسنده في زمن السلام.

كل الشكر والامتنان لهذه المؤسسة الإنسانية النبيلة، التي لم تخذل شعبها يوماً، وظلت دائماً على العهد، سنداً وذراعاً تمتد حيث الحاجة.

اترك تعليقا