العمران وA³&Co… تحالف جديد لصناعة إسمنت تنافسي وصديق للبيئة

في خطوة تُعيد رسم ملامح صناعة الإسمنت في سوريا، وقّعت الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء “العمران” اتفاق تعاون استراتيجي مع شركة A³&Co الإماراتية، المتخصصة في الصناعات الإنشائية، وذلك بهدف تطوير خط الإنتاج الثالث في معمل إسمنت حماة، وفتح آفاق جديدة أمام هذه الصناعة التي تشكل ركناً أساسياً في عملية إعادة الإعمار المقبلة.

الاتفاق الذي جرى توقيعه في دمشق بين المدير العام لشركة “العمران” المهندس محمود فضيلة والرئيس التنفيذي للشركة الإماراتية عمر أحمد نادر، يأتي في سياق توجه حكومي لتعزيز الشراكات الاستثمارية مع القطاع الخاص الإقليمي والدولي، من أجل إدخال تقنيات حديثة تواكب المعايير العالمية في الإنتاج والاستدامة. ومن شأن هذا التعاون أن يتيح إنتاج إسمنت بمواصفات متعددة وجودة عالية، وبأسعار منافسة تواكب احتياجات السوق المحلية وتستجيب أيضاً للمعايير البيئية المتشددة التي يفرضها الواقع الصناعي الجديد.

لا يقتصر الاتفاق على تطوير خطوط الإنتاج فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى جانب نوعي يتمثل في اعتماد الشركة الإماراتية كمستشار استراتيجي لوضع خارطة طريق شاملة لتحديث قطاع الإسمنت في سوريا، مع اقتراح سياسات تشغيل وإدارة تتوافق مع المعايير الدولية. وتشمل البنود أيضاً تدريب الكوادر الفنية وتأهيلها بما يرفع من كفاءة العنصر البشري، ويؤهل الصناعيين السوريين للتعامل مع أحدث أنماط الإنتاج.

وبعد سنوات من التحديات الاقتصادية والضغوطات التي أثرت في قطاع الصناعة الوطنية، يمثل هذا الاتفاق بارقة أمل لصناعة طالما شكلت العمود الفقري لقطاع البناء. فإلى جانب الجانب الفني والتقني، يتضمن التعاون محوراً بيئياً حيوياً يتمثل في الحد من التلوث ومعالجة الآثار السلبية المتراكمة عبر ورش عمل تدريبية ودراسات دورية لاستهلاك الطاقة، وهو ما يعكس اتجاهاً متنامياً نحو جعل صناعة الإسمنت السورية أكثر صداقة للبيئة وأقل بصمة كربونية.

ويضاف إلى ذلك بعد استراتيجي آخر، يتمثل في إنشاء مركز تدريب مهني متخصص ومراكز اختبارات وفق معايير دولية، ما يعزز من قدرة سوريا على توفير قاعدة علمية وعملية لدعم الصناعات الوطنية في المستقبل. وتأتي هذه الخطوة متكاملة مع اتفاق سابق كانت “العمران” قد أبرمته مع مجموعة “الشمالية” السعودية في تموز الماضي، ما يفتح الباب أمام شراكة إقليمية ثلاثية في قطاع الإسمنت، ترتكز على نقل الخبرات وتعزيز الكفاءة التقنية.

بهذا المعنى، لا يبدو الاتفاق مجرد صفقة استثمارية تقليدية، بل يعكس اتجاهاً واضحاً نحو إعادة بناء صناعة الإسمنت السورية على أسس جديدة، مستفيدة من الشراكات العربية والدولية، ومهيئة الأرضية لدور محوري في مرحلة إعادة الإعمار المقبلة، حيث سيكون الإسمنت مادة استراتيجية لبناء المستقبل.

اترك تعليقا