آخر مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية: السيطرة الميدانية وحرب البنية التحتية
- ودق - Wadaq
- نوفمبر 15, 2025
- عالمي
- أوروبا, أوكرانيا, الحرب الروسية الأوكرانية, روسيا
- 0 Comments
شبكة ودق الإخبارية – عالية العوير
مع استمرار الصراع الروسي الأوكراني، تتكشف فصول جديدة من حرب الاستنزاف التي تجاوزت حدود الجبهات التقليدية لتمتد إلى العمق الاستراتيجي للطرفين، متخذةً من “حرب المسيرات” ساحة رئيسية للاشتباك. لم يعد الصراع مجرد معارك برية، فقد تحول إلى مواجهة شاملة تستهدف البنية التحتية الحيوية وتضغط على الاقتصاديات المعنية، في ظل جمود دبلوماسي يلوح في الأفق.
التوسع الروسي في السيطرة: تقدم بطيء وثابت
على الرغم من الدعم الغربي المستمر لكييف، تواصل القوات الروسية تحقيق تقدم ميداني، وإن كان بطيئاً ومكلفاً، خاصة في الجبهة الشرقية، وتشير التقارير العسكرية الأخيرة إلى أن القوات الروسية تمكنت من السيطرة على ثلاث قرى جديدة في منطقة زابوريجيا، وتستمر في الضغط على محاور رئيسية في دونيتسك.
يُعد هذا التقدم جزءاً من استراتيجية روسية طويلة الأمد تهدف إلى تأمين السيطرة الكاملة على المناطق التي أعلنت ضمها، وتوسيع “المنطقة العازلة” على طول خطوط التماس.
الهدف الاستراتيجي الأبرز للقوات الروسية حالياً يتمثل في السيطرة على مدن محورية مثل بوكروفسك وميرنوهراد، والتي تُعد نقاطاً لوجستية وعسكرية هامة.
هذا التوسع لا يقتصر على السيطرة الجغرافية فحسب، بل يهدف أيضاً إلى استنزاف القدرات البشرية والمادية للجيش الأوكراني، الذي يواجه تحديات متزايدة في الحفاظ على خطوط إمداده في ظل القصف الروسي المكثف، ويعد رفع العلم الروسي في المناطق المحتلة حديثاً يمثل رسالة سياسية واضحة من موسكو حول عزمها على ترسيخ وجودها، متجاهلةً الإدانات الدولية.
حرب المسيرات: نقل الصراع إلى العمق الاستراتيجي
شهدت الأشهر الأخيرة تحولاً جذرياً في طبيعة القتال، حيث أصبحت الطائرات المسيرة الأداة الرئيسية في استهداف البنية التحتية الحيوية للطرفين، مما حولها إلى جبهة حرب جديدة وموازية.
الاستراتيجية الروسية: تدمير البنية التحتية للطاقة
تركز الهجمات الروسية المكثفة على تدمير البنية التحتية للطاقة الأوكرانية في محاولة لإضعاف قدرة كييف على الصمود مع اقتراب فصل الشتاء، وقد أطلقت روسيا مئات الطائرات المسيرة والصواريخ، مستهدفةً محطات الطاقة والمحطات الفرعية في مدن رئيسية مثل كييف وخاركيف.
تسببت هذه الهجمات في انقطاعات طارئة للكهرباء وعجز كبير في الطاقة، مما يهدد بانهيار جزئي لشبكة الطاقة الأوكرانية التي تضررت بالفعل بنسبة تصل إلى 30% منذ بداية الحرب، فالهدف الاستراتيجي من هذه الهجمات هو شل الاقتصاد الأوكراني وإحداث ضغط اجتماعي يدفع باتجاه إنهاء القتال بشروط روسية.
الاستراتيجية الأوكرانية: استنزاف القدرة المالية الروسية
نجحت أوكرانيا في تطوير قدراتها على إنتاج واستخدام طائرات مسيرة بعيدة المدى، مما مكنها من نقل الحرب إلى العمق الروسي، وتستهدف هذه المسيرات مصافي النفط ومنشآت الطاقة الروسية، بما في ذلك تلك الموجودة في شبه جزيرة القرم وزابوريجيا.
تهدف هذه الضربات إلى استنزاف القدرة المالية لروسيا، حيث أدت إلى تعطيل ما يقدر بـ 13-20% من طاقة التكرير الروسية، مما يقلل من عائدات النفط والغاز التي تمول المجهود الحربي، كما تمثل هذه الهجمات رداً استراتيجياً يرفع كلفة الحرب على موسكو.
اقتصاد الحرب الروسي: مرونة تحت الضغط
أدت العقوبات الغربية غير المسبوقة إلى تحويل الاقتصاد الروسي إلى “اقتصاد حرب”، حيث أصبح الإنفاق العسكري هو المحرك الرئيسي للنمو، على حساب القطاعات المدنية، وقد ارتفع الإنفاق العسكري الروسي بشكل هائل متجاوزاً 148 مليار دولار في عام 2024، ما يمثل ضغطاً كبيراً على الميزانية التي تعاني من عجز متزايد.
على الرغم من هذا الضغط، أظهر الاقتصاد الروسي مرونة غير متوقعة، فقد تمكنت موسكو من التكيف مع العقوبات من خلال التحول نحو شركاء تجاريين جدد مثل الصين والهند، والاعتماد على عائدات الطاقة التي ظلت مرتفعة نسبياً، ومع ذلك بدأت تظهر مؤشرات التباطؤ، حيث تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث من عام 2025 إلى 0.6%، وتراجعت عائدات النفط والغاز بنسبة 21% في الأشهر العشرة الأولى من العام نفسه.
المشهد السياسي والدبلوماسي: جمود وتصعيد في الخطاب
يسود المشهد السياسي والدبلوماسي حالة من الجمود، حيث لم تسفر جهود الوساطة الأخيرة عن أي اختراق حقيقي لوقف إطلاق النار.
يتصاعد الخطاب المتشدد من الجانب الروسي، حيث حذر الرئيس فلاديمير بوتين من استخدام “جميع وسائل التدمير” إذا أصبحت أوكرانيا قوة نووية، في إشارة إلى الترسانة النووية الروسية، كما حذرت موسكو من أن ضرب العمق الروسي من قبل أوكرانيا، بدعم أمريكي، يهدد باندلاع “حرب عالمية ثالثة”.

