23 يوما من الغياب القسريّ.. عائلة “البريدي” تناشد لمعرفة مصير نجلها المعتقل لدى الاحتلال الإسرائيليّ

خاص | ودق – درعا

منذ (23) يومًا، تعيش عائلة البريدي في قرية جملة بريف درعا الغربي، جنوب البلاد، حالةً من الترقب والخوف، بعد أن اختطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي نجلها محمود مزيد البريدي عقب مداهمةٍ لمنزل العائلة عند الساعة الثانية بعد منتصف ليلة الجمعة، في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

وفي حديثٍ خاص لشبكة ودق الإخبارية، يروي مزيد البريدي، والد محمود، تفاصيل ما جرى في تلك الليلة قائلاً: “طوقت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي منزلنا، وامتلأت حديقة البيت بالجنود، ثم أخبرونا أنهم يريدون تفتيش المنزل بحثًا عن سلاح، فحاولت إخبارهم أنه لا يوجد سلاح في المنزل لكنهم أصروا على التفتيش”.

ويضيف الأب: “طلبوا منا الخروج من المنزل وصادروا هُوياتنا وهواتفنا، ثم دخلوا وفتشوا الطابق الأول والثاني، ولم يجدوا شيئًا”.

لحظة الاعتقال 

يستذكر الحاج مزيد البريدي لحظة اعتقال نجله محمود: “عندما خرج محمود صادروا هاتفه وطلبوا منه هويته الشخصية ثمّ التقطوا له صورة وأرسلوها لجهة أخرى حتى يتأكدوا إذا كان مطلوبًا أم لا”

ويتابع: “أخبرونا أنهم يريدون التحدث مع محمود على انفراد ثمّ اقتادوه إلى البرندة وفي اللحظة التي خرج فيها، اختطفوه وأخذوه معهم بالسيارات العسكرية”.

يقولبريدي” إنّ أسرته حاولت اللحاق به، لكنّ جنود الاحتلال صوبوا أسلحتهم عليهم محذرين إياهم من الاقتراب: “قالوا لنا ارجعوا أحسنلكم وإلا بنقوصكم”.

 

مصير مجهول ووعود بلا تنفيذ

ومنذ اختطاف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمحمود قبل 23 يومًا، رفقة شابين من البلدة، هما: محمد مهنا البريدي ومحمد تركي السموري، لم تتلقَ عائلاتهم أي معلومة عنهم، رغم محاولاتهم الحثيثة للتواصل مع جهات حكومية ودولية، مثل الصليب الأحمر وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (الأندوف)، بالإضافة إلى وزارة الخارجية السورية.

يقول والد محمود: “تلقينا وعودات من كافة الجهات لكن دون جدوى”.

شاب جامعيّ ومُعلم ووالدٌ لطفلين 

 

محمود، البالغ من العمر 22 عامًا، كان طالبًا في جامعة دمشق قبل أن تجبره الأحداث الأخيرة على التوقف عن متابعة دراسته، وكان في الوقت نفسه يعمل مدرسًا في قرية تسيل لطلاب المرحلة الثانوية (البكالوريا)، وهو متزوج وأب لطفلين: الطفلة “نور اليقين” (سنتان)، و”عبدالله” (ثمانية شهور).

 

يؤكد والده: “ابني ملتزم ببيته وعمله وليس له أي علاقة بسلاحٍ أو غيره”.

عصب العائلة وسندها الوحيد

وفقد مزيد البريدي اثنين من أبنائه في الثورة السورية، أحدهما استشهد خلال محاولته الانشقاق عن النظام، والآخر أثناء قتاله تنظيم داعش. أما الباقون، فأحدهم لاجئ في تركيا، فيما يعمل الأخ الأكبر في عمله الخاص، أما محمود فهو الابن المتبقي مع العائلة والمعيل لها قبل اعتقاله.

يصفه والده قائلاً إنه شاب نشط، يرافقه بكافة تفاصيل حياته اليومية، ويعينه على أداء مهامه، ويضيف: “محمود عصبنا، ولا نستطيع التحرك دونه”.

وضعٌ صحيّ صعب

ويناشد والد “محمود” الجهات المعنية للتدخل السريع للاطمئنان على نجله؛ حيث يعاني الأخير من فتحة بالقلب بين البطينين، مما يتطلب رعاية طبية حثيثة.

 

ويختم بقوله: “كل ما نرجوه اليوم هو أن يعود سالماً لبيته”.

 

معتقلون بلا تهم في ظل انتهاكات قانونية

ويشير المحامي الفلسطينيّ خالد محاجنة، المختص بشؤون الأسرى في سجون الاحتلال، بتغريداتٍ له إلى أن نحو 27 سوريًا محتجزون في السجون الإسرائيلية دون تهم أو محاكمات.

ويضيف: “بعضهم معتقل منذ أكثر من عام إبان سيطرة النظام السابق، والبعض الآخر اعتقل خلال الأشهر الأخيرة”.

ويؤكد محامون إن الاحتلال الإسرائيلي يحتجز المعتقلين السوريين على أساس قانون: “مقاتل غير شرعي”، الذي جرت عليه تعديلات جديدة منها ما يتعلق بمنع لقاء المحامي من مدة تصل من 21 يوماً من تاريخ الاعتقال، مع إمكانية تمديدها إلى 45 يوماً، وحتى 75 يوماً في حالات استثنائية بحسب مؤسسات الأسرى الفلسطينية.

اترك تعليقا