معاناة أهالي الحسكة في تموز/يوليو وآب/أغسطس 2025 في ظل غياب الحلول السياسية وانهيار الخدمات الأساسية

ودق | الحسكة

تشهد محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا تدهوراً متصاعداً في الأوضاع المعيشية والخدمية خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس 2025، في ظل استمرار غياب الحلول السياسية بين حكومة دمشق والإدارة الذاتية، وتراجع دور الدولة في تقديم الخدمات الأساسية. يعاني السكان من أزمات متعددة، أبرزها انقطاع المياه، انهيار الكهرباء، تدهور القطاع الصحي، وارتفاع الأسعار، ما يفاقم من معاناتهم اليومية وسط ظروف مناخية قاسية.

أزمة المياه: انقطاع مزمن وغياب الحلول
– انقطاع المياه منذ سنوات: لا يزال سكان الحسكة يعانون من انقطاع المياه القادم من محطة “علوك”، مما اضطرهم إلى نقل المياه بوسائل بدائية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 45 درجة مئوية.
– مطالبات متكررة: يطالب الأهالي الجهات المعنية (الحكومة المحلية والإدارة الذاتية) بإيجاد حلول جذرية، لكن غياب التنسيق بين الطرفين يحول دون ذلك.

2. أزمة الكهرباء: ارتفاع الأسعار وتقليص الخدمات
– اتفاق جديد يزيد المعاناة: خفضت لجنة المولدات في بلدية الشعب ساعات التشغيل من 16 إلى 10 ساعات يومياً، مع رفع سعر الأمبير إلى 10 دولارات شهرياً (بعد أن كان 6 دولارات).
– احتجاجات تجارية: أضرب أصحاب المحلات في حي المفتي يومي الأربعاء والخميس احتجاجاً على رفع السعر إلى 20 دولاراً للأمبير، مما زاد من أعبائهم المالية في ظل حركة تجارية شبه معدومة.
– شكاوى المواطنين: عبر مستأجرو المحلات عن عجزهم عن تغطية النفقات (مثل إيجار المحل والكهرباء و”رسوم الحماية”)، حيث تصل مصروفات بعضهم إلى 340 دولاراً شهرياً دون أي دخل يذكر.

3. الانهيار الصحي: مستشفيات على حافة الإغلاق
– نداء استغاثة من مستشفى متخصص: حذرت إدارة مستشفى في القامشلي من توقف خدماتها قريباً بسبب نقص الأدوية والمعدات، خاصة لمرضى السرطان والثلاسيميا.
– توقف قسم الحروق: يعجز المستشفى عن تشغيل قسم الحروق بسبب غياب التمويل، بينما بات الملاذ الوحيد للمرضى الفقراء في شمال شرق سوريا.
– تجاهل دولي: ناشدت الإدارة المنظمات الدولية التدخل، لكن لم تتحقق أي استجابة فعلية.

4. أزمة الوقود وانهيار الاقتصاد المحلي
– طوابير البنزين: تشهد المحافظة نقصاً حاداً في الوقود، مع طوابير طويلة أمام المحطات وارتفاع غير مبرر في الأسعار.
– تأثير على الحياة اليومية: يعاني السكان من صعوبة التنقل وتوقف عجلة الاقتصاد، بينما تتهم “قوات سوريا الديمقراطية” بفرض سياسات تزيد الأزمات.

5. معاناة الموظفين والمتقاعدين: رواتب متأخرة وإهمال مؤسسي
– شكاوى المعلمين: لم يتقاضَ موظفو قطاع التعليم رواتبهم منذ 4 أشهر، رغم الوعود المتكررة من مديرية التربية في الحسكة.
– غياب المساءلة: يُتهم الجهاز الإداري بالإهمال المتعمد، مما دفع بعض الموظفين إلى التهديد بالإضراب.

غياب الأفق وغياب الدولة
تعكس الأزمات في الحسكة فشل جميع الأطراف السياسية (الحكومة السورية، الإدارة الذاتية، والقوى الدولية) في إيجاد حلول مستدامة. يتفاقم الوضع مع:
– الانقسام السياسي: يعيق أي تنسيق لمعالجة الأزمات الخدمية.
– غياب الرقابة الدولية: تجاهل ملف المعاناة الإنسانية رغم خطورته.
– احتجاجات متوقعة: قد تتحول المعاناة اليومية إلى غضب شعبي واسع في ظل غياب الأمل بالتغيير.

اترك تعليقا