
“صراع العمالقة: كيف يهدد الخلاف بين ترامب وماسك استقرار الأسواق ومستقبل السياسة الأمريكية؟”
- ودق - Wadaq
- يونيو 7, 2025
- اقتصاد
- 0 Comments
صراع يهز وول ستريت ويقلب موازين السياسة:
في مشهد يُذكرنا بصراعات عمالقة التكنولوجيا والسلطة، انفجر الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، ليُحدث زلزالًا في الأسواق المالية ويُعيد تشكيل التحالفات السياسية والاقتصادية. القصة ليست مجرد “شجار مشاهير”، بل تحمل في طياتها تداعيات عميقة على مستقبل الصناعة التكنولوجية، السياسة الضريبية، وحتى برامج الفضاء الأمريكية.
جذور الأزمة – الضرائب والسيارات الكهربائية
اندلع الخلاف بعد انتقادات ماسك لمشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي أقره ترامب، والذي يُقلص إعفاءات السيارات الكهربائية. هنا، نرى صراعًا بين نموذجين اقتصاديين:
-نموذج ترامب: يركز على حماية الصناعات التقليدية (مثل النفط والسيارات التقليدية) ويُقلص الدعم للطاقة النظيفة.
– نموذج ماسك: يعتمد على التحول نحو الاقتصاد الأخضر والاعتماد على الحوافز الحكومية لتعزيز سوق السيارات الكهربائية.
خسارة تسلا 14% في يوم واحد (152 مليار دولار) تعكس مدى هشاشة أسواق التكنولوجيا أمام التقلبات السياسية. لكن الارتفاع اللاحق بنسبة 5.5% يُشير إلى أن المستثمرين لا يزالون يراهنون على أن المصالحة ممكنة.
الأسلحة الاقتصادية – العقود الحكومية وتهديدات الفضاء
تصاعدت المواجهة بتهديدات متبادلة:
– ترامب هدد بسحب العقود الحكومية من شركات ماسك (مثل سبيس إكس، التي تعتمد عليها ناسا).
– ماسك ردّ بالإشارة إلى إمكانية تعطيل مركبة “دراغون”، مما يعرض برنامج الفضاء الأمريكي للخطر.
هذه التهديدات تكشف اعتماد القطاع الخاص على الدولة في الصناعات الاستراتيجية، وتُظهر كيف يمكن أن تتحول المنافسة السياسية إلى أزمات اقتصادية. لو نفذ ماسك تهديده، لخسرت سبيس إكس عقودًا بمليارات الدولارات، ولتأخرت مشاريع ناسا، مما يؤثر على سلسلة التوريد العالمية لصناعة الفضاء.
التداعيات السياسية – ولادة حزب ثالث؟
إشارة ماسك إلى تأسيس حزب سياسي ثالث ليست مجرد كلمات عابرة. فهي تعكس تزايد نفوذ رجال الأعمال في السياسة، خاصة بعد إنفاق ماسك مئات الملايين لدعم ترامب ، وانقسام النخبة الأمريكية بين مؤيدي الاقتصاد التقليدي ومروجي التكنوقراطية.
إن ظهور حزب ثالث قد يُضعف الدولار ويُزيد عدم الاستقرار في الأسواق، خاصة إذا تبنت أجندته سياسات جذرية مثل:
فرض ضرائب أعلى على الأثرياء،و إعادة هيكلة الدعم الحكومي للصناعات الناشئة.
هل من مخرج؟
التسريبات عن اتصال محتمل بين الطرفين أعادت الأمل للمستثمرين، لكن تصريحات البيت الأبيض نفت ذلك. السؤال الأكبر: هل يمكن فصل الخلاف الشخصي عن المصالح الاقتصادية؟
سيناريوهات محتملة:
1. المصالحة: وتعني عودة الدعم لتسلا وسبيس إكس، واستقرار الأسواق.
2. الاستمرار في الصراع: قد يدفع ماسك إلى التحالف مع ديمقراطيين أو إطلاق حزبه، مما يهدد بموجة جديدة من عدم اليقين.
ما الدروس المستفادة للمستثمرين وصناع السياسة
1. الأسواق حساسة للصراعات السياسية، خاصة عندما تمس شركات تعتمد على الدعم الحكومي.
2. الاقتصاد الأخضر أصبح سلاحًا سياسيًا، والشركات التكنولوجية يجب أن تضع خططًا للحد من اعتمادها على الحكومات.
3. دور رجال الأعمال في السياسة يتزايد، وقد يصبحون لاعبين رئيسيين في تشكيل السياسات الاقتصادية.
إن الصراع بين ترامب وماسك هو أكثر من مجرد شجار – إنه اختبار لقوة الاقتصاد أمام صراعات النفوذ. الأسواق ستتعافى، لكن الدرس المستفاد هو أن عصر الفصل بين السلطة والمال قد ولى إلى غير رجعة.”