الشرع في أنقرة لبحث اتفاق دفاعي مع تركيا

يصل الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، السيد أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لبحث اتفاق دفاعي مشترك بين البلدين، في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من عقد، تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والاستراتيجي بين سوريا وتركيا في ظل المرحلة الجديدة التي تشهدها البلاد.

اتفاق دفاعي يشمل قواعد جوية وتدريب الجيش الجديد

بحسب مصادر أمنية مطلعة، من المتوقع أن تتناول المحادثات إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سوريا، إضافة إلى دور أنقرة في تدريب وإعادة هيكلة الجيش السوري الجديد، بعد قرار القيادة السورية بحل الجيش النظامي السابق والفصائل المسلحة، ودمج القوى العسكرية في مؤسسة واحدة تخضع للدولة.

وتشير التقارير إلى أن الاتفاق قد يمنح تركيا الحق في استخدام المجال الجوي السوري لأغراض عسكرية محددة، في إطار ترتيبات أمنية جديدة تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب.

خطوة جديدة في العلاقات السورية – التركية

تأتي هذه الزيارة في ظل التحولات الجذرية التي تشهدها سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث تعمل الإدارة السورية الجديدة على إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية بما يحقق مصالح البلاد في الاستقرار والتنمية.

ويعد هذا اللقاء هو الأول بين رئيس سوري ونظيره التركي منذ عام 2009، ويعكس تحولًا في السياسة التركية تجاه سوريا، حيث كان البلدان على خلاف حاد خلال السنوات الماضية، لا سيما بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، وما تلاها من تطورات سياسية وعسكرية.

محاور المحادثات.. الأمن والاستثمار وعودة اللاجئين

إلى جانب الملفات العسكرية، ستشمل المباحثات تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، ومناقشة آليات إعادة الإعمار، ودور الشركات التركية في المشروعات التنموية داخل سوريا، بالإضافة إلى بحث ملف اللاجئين السوريين في تركيا، والذين يقدر عددهم بنحو 3.6 مليون لاجئ.

ووفقًا لمصادر حكومية، ستعمل الإدارة السورية الجديدة على وضع خطة لإعادة اللاجئين الطوعية، بالتنسيق مع تركيا والأمم المتحدة، تضمن لهم العودة إلى مناطق آمنة، مع توفير بنية تحتية وخدمات أساسية تسهم في استقرارهم.

تحولات جيوسياسية في المنطقة

يُنظر إلى هذه المحادثات على أنها إحدى أهم الخطوات التي تتخذها القيادة السورية الجديدة لتحديد ملامح مستقبل سوريا في المرحلة الانتقالية، وسط جهود دولية وإقليمية لإعادة البلاد إلى محيطها العربي والدولي.

وتأتي زيارة السيد أحمد الشرع لأنقرة بعد أيام قليلة من زيارته إلى الرياض، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في خطوة تهدف إلى تعزيز الانفتاح الدبلوماسي وتوسيع العلاقات الاستراتيجية مع القوى الإقليمية المؤثرة.

خلاصة

تعكس زيارة السيد أحمد الشرع إلى تركيا تحولًا بارزًا في العلاقة بين دمشق وأنقرة، حيث يسعى الجانبان إلى بناء شراكة استراتيجية جديدة تضمن الأمن والاستقرار، وتفتح المجال للتعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك الدفاع، الاقتصاد، وعودة اللاجئين. ومع استمرار هذه المحادثات، تتجه الأنظار إلى ما ستسفر عنه من نتائج قد تعيد رسم المشهد السياسي والأمني في سوريا والمنطقة.

المصدر: رويترز + الجزيرة + وكالات

Tags:

اترك تعليقا