
موقف السعودية وقطر وتركيا من الحكومة السورية الجديدة: بين الحذر والانفتاح المشروط
- ودق - Wadaq
- فبراير 3, 2025
- عربي
- عربي
- 0 Comments
منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، تشهد سوريا تحولات جذرية في علاقاتها الإقليمية والدولية.
تتباين مواقف الدول الرئيسية في المنطقة، مثل السعودية وقطر وتركيا، تجاه الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بناءً على مصالحها الاستراتيجية ورؤيتها لمستقبل سوريا.
المملكة العربية السعودية: انفتاح حذر
بعد سقوط نظام الأسد، أبدت السعودية اهتمامًا واضحًا بالتطورات في سوريا. استقبل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، في أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب. تناولت المحادثات تعزيز التعاون في المجالات الإنسانية والاقتصادية، بما في ذلك الطاقة والتكنولوجيا والتعليم والصحة. تُظهر هذه الخطوة رغبة السعودية في لعب دور محوري في إعادة إعمار سوريا وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
مع ذلك، يُلاحظ أن السعودية تتعامل بحذر مع القيادة السورية الجديدة، نظرًا لخلفية السيد الشرع وعلاقاته السابقة مع جماعات إسلامية. تسعى الرياض إلى ضمان أن تكون الحكومة السورية شاملة وتمثل كافة أطياف المجتمع السوري، مع التأكيد على أهمية تقليص النفوذ الإيراني في سوريا.
قطر: دعم متجدد
لطالما دعمت قطر المعارضة السورية خلال فترة الصراع. بعد تشكيل الحكومة الجديدة، زار أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، دمشق، في أول زيارة لرئيس دولة إلى سوريا منذ الإطاحة بالأسد. تعكس هذه الزيارة دعم الدوحة للقيادة الجديدة ورغبتها في تعزيز العلاقات الثنائية.
تتوافق قطر مع تركيا في رؤيتها لدعم الحكومة السورية الجديدة، وتسعى إلى تقديم المساعدة في مجالات متعددة، بما في ذلك إعادة الإعمار والمجالات الإنسانية. يُلاحظ أن الدوحة تعمل على تعزيز نفوذها في سوريا من خلال دعم المشاريع التنموية والمبادرات الدبلوماسية.
تركيا: شراكة استراتيجية
تُعد تركيا من أبرز الداعمين للمعارضة السورية منذ بداية الصراع. بعد تشكيل الحكومة الجديدة، أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس أحمد الشرع سيزور أنقرة بدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان، في أول زيارة لرئيس سوري إلى تركيا منذ عام 2009. تهدف هذه الزيارة إلى بحث التطورات في سوريا وتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار.
تسعى تركيا إلى تعزيز نفوذها في سوريا من خلال دعم الحكومة الجديدة والمشاركة في جهود إعادة الإعمار. كما تعمل أنقرة على التنسيق مع الدوحة والرياض لضمان استقرار سوريا وتقليل النفوذ الإيراني في المنطقة.
تحديات مشتركة
على الرغم من الدعم الذي تقدمه السعودية وقطر وتركيا للحكومة السورية الجديدة، إلا أن هناك تحديات مشتركة تواجه هذه الدول في تعاملها مع الوضع السوري، أبرزها:
- التوازن بين دعم الحكومة الجديدة ومخاوف التطرف: نظرًا لخلفية بعض قيادات الحكومة السورية الجديدة، تتوخى هذه الدول الحذر لضمان عدم تصاعد نفوذ الجماعات المتطرفة.
- التنافس الإقليمي: تسعى كل من السعودية وتركيا وقطر إلى تعزيز نفوذها في سوريا، مما قد يؤدي إلى تنافس بينها على مشاريع إعادة الإعمار والتأثير السياسي.
- التحديات الاقتصادية: تتطلب عملية إعادة إعمار سوريا موارد مالية ضخمة، وقد تواجه هذه الدول صعوبات في توفير التمويل اللازم، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.