
جدارية تكريمية لـ “قيصر” سوريا: تخليدٌ لتضحياته وكشفٌ للحقيقة
- ودق - Wadaq
- فبراير 9, 2025
- سوريا, منوع
- سوريا
- 0 Comments
في خطوة تحمل معاني الوفاء والاعتراف بجميل من فضح الإجرام في أقبية سجون النظام السوري، رسم الفنان التشكيلي عزيز الأسمر جدارية في مدينة بنش بمحافظة إدلب، تكريماً للمساعد أول فريد المذهان، المعروف بلقب “قيصر”، الرجل الذي كشف للعالم جرائم التعذيب في سجون الأسد.
“قيصر”.. أيقونة الثورة السورية
المذهان، الذي خدم سابقاً في الشرطة العسكرية، لعب دوراً حاسماً في كشف ممارسات القتل والتعذيب في سجون النظام السوري، بعد أن سرّب أكثر من 55 ألف صورة توثق عمليات قتل ممنهج بحق المعتقلين بين عامي 2011 و2013. هذه الصور، التي انتشرت عالمياً، لم تكن مجرد أدلة دامغة على وحشية النظام، بل شكلت صفعةً مدويةً دفعت العالم للنظر بجدية إلى الانتهاكات التي يرتكبها.
الفنان التشكيلي عزيز الأسمر، صاحب فكرة الجدارية، صرّح لموقع “الجزيرة نت” قائلاً: “القيصر فريد المذهان هو الصوت الذي صدح ليكشف الإجرام، فحق علينا تخليده برسمة على جدار مدرسة”. وأضاف أن الجدارية تهدف إلى تعريف الطلاب بشخصية قيصر، التي كان لها دور بارز في الثورة السورية، وساهمت في تحقيق انتصارها على المستوى الحقوقي والإنساني.
فنٌ يكرّم الثورة ورموزها
لم يكن هذا العمل الفني مجرد مبادرة فردية، بل كان جزءاً من مشروع “ريشة وطن”، وهو فريق من الفنانين التشكيليين السوريين الذين يسعون من خلال الرسم إلى توثيق الأحداث الثورية وتخليد رموزها. أنيس حمدون، أحد أعضاء الفريق، أكد أن الجدارية تأتي كشكر وعرفان لدور المذهان، الذي خاطر بحياته لكشف الحقيقة.
وأضاف حمدون أن صور قيصر، التي كشفت عن عشرات الآلاف من الجثث التي حملت أرقاماً بدلاً من الأسماء، لا تزال تشكل جرحاً نازفاً في وجدان السوريين، خصوصاً أمهات المفقودين اللواتي ما زلن ينتظرن أبناءهن، بينما كان مصير الكثير منهم أن يتحولوا إلى هياكل عظمية في أقبية المستشفيات العسكرية التي تحولت إلى مسالخ بشرية.
رسالة وفاء واستمرار للثورة
في وقت يحاول فيه العالم نسيان مأساة الشعب السوري، تأتي مثل هذه المبادرات الفنية لتذكر الجميع بأن الجرائم التي ارتُكبت لا تسقط بالتقادم، وأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها. فالجدارية لا تمثل مجرد رسمٍ على الحائط، بل صرخةً بوجه العالم، ورسالة تؤكد أن الثورة السورية لم تمت، وأن ذاكرة أبطالها ستظل حاضرة في وجدان الأحرار.