
من العزلة إلى الانفتاح؟ تداعيات القرار الأميركي على مستقبل الاستثمار في سوريا
- ودق - Wadaq
- مايو 13, 2025
- رأي, سوريا, سياسة
- أمريكيا ترفع العقوبات عن سوريا, السعودية, الشرع, الشيباني, ترمب, رفع العقوبات, سوريا
- 0 Comments
محمد السلوم | خاص لـ شبكة ودق
في مشهد قلب موازين الترقب، جاء إعلان الإدارة الأميركية برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا كخطوة غير متوقعة، تحمل في طياتها أبعادًا سياسية واقتصادية كبرى. هذا القرار، الذي تابعته العواصم الدولية باهتمام بالغ، يطرح تساؤلات جوهرية: هل نحن أمام بداية تحول فعلي من العزلة إلى الانفتاح؟ وكيف سينعكس ذلك على مستقبل الاستثمار في بلد أنهكته سنوات الحرب والحصار؟
القرار الأميركي – التوقيت والدلالة
يأتي هذا القرار في لحظة إقليمية دقيقة، وسط متغيرات سياسية تعيد رسم خارطة المصالح في المنطقة. رفع العقوبات، ولو جزئيًا أو تدريجيًا، يعكس رغبة أميركية بإعادة ضبط العلاقة مع سوريا في ضوء تقاطعات ملفي اللاجئين ومكافحة الإرهاب والتوازن مع النفوذ الروسي والإيراني.
آثار الحصار الاقتصادية – واقع يجب تجاوزه
على مدى أكثر من عقد، شكلت العقوبات الأميركية والأوروبية طوقًا خانقًا على الاقتصاد السوري، عزلته عن النظام المالي العالمي، وشلت حركة التجارة والاستثمار. انكمش الناتج المحلي، وارتفعت معدلات الفقر والبطالة، وتآكلت البنية التحتية الإنتاجية. القرار الأميركي الجديد، وإن كان خطوة أولى، يمنح الاقتصاد السوري فرصة ثمينة للالتقاط أنفاسه.
بوابة استثمارية جديدة – ماذا يمكن أن يتغير؟
رفع العقوبات يعيد فتح الأبواب أمام رؤوس الأموال الأجنبية والعربية، ويُنعش الأمل بعودة شركات الإعمار والطاقة والزراعة والتكنولوجيا. كما يمنح القطاع الخاص المحلي متنفسًا لتوسيع أعماله بعيدًا عن قيود التحويلات والمراسلات المصرفية المعطلة.
شروط النهوض – ما المطلوب سورياً؟
الفرصة لن تثمر إلا بإرادة حقيقية للإصلاح. المطلوب اليوم منظومة تشريعية مشجعة، قضاء مستقل، بيئة أعمال شفافة، وإجراءات تُعيد الثقة للمستثمرين. كما يجب تفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتسهيل عودة رؤوس الأموال السورية من الخارج.
إن رفع العقوبات يجب أن يكون نقطة انطلاق لبناء اقتصاد إنتاجي متكامل، وفرصة تاريخية لفتح صفحة جديدة من العمل والبناء. وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نعرب عن خالص الشكر والتقدير للأشقاء العرب في دول الخليج العربي، الذين لعبوا دورًا محوريًا في دفع هذا القرار إلى الأمام، واستطاعوا إقناع الإدارة الأميركية بمنح سوريا فرصة للعودة إلى الحياة. إنها لحظة ندعو فيها المستثمرين العرب والدوليين، وأبناء الجاليات السورية حول العالم، للعودة والمساهمة في إعادة الإعمار، وبناء وطن يستحق الحياة. الفرصة أمامنا، والمسؤولية مشتركة.