
مأساة خلف القضبان: المعتقلون السوريون في سجن رومية يواجهون الموت البطيء
- ودق - Wadaq
- أبريل 22, 2025
- سياسة
- 0 Comments
في عمق جبل لبنان، وعلى مقربة من العاصمة بيروت، يقبع سجن رومية، شاهداً على مأساة إنسانية صامتة يعيشها آلاف السجناء، في طليعتهم معتقلون سوريون دفعتهم الحرب إلى الهرب من الموت، ليجدوا أنفسهم خلف قضبان دولة مجاورة،
يُحتجز في سجن رومية اليوم ما يزيد عن أربعة آلاف سجين، رغم أن قدرته الاستيعابية لا تتجاوز 1200 نزيل.
يشكل السوريون نسبة كبيرة من هذا العدد، حيث يُقدّر عددهم بنحو 2500 معتقل، من بينهم قرابة 400 معتقل رأي، اعتُقلوا على خلفية نشاطهم السياسي أو هروبهم من مناطق الحرب في سوريا.
يعيش هؤلاء في ظروف لا تتوافر فيها أبسط مقومات الكرامة، في وقت يعاني فيه الجميع من سوء التغذية، إذ غالباً ما يكون الطعام غير صالح للاستهلاك.
في سبتمبر 2024، أطلق المعتقلون السوريون في سجن رومية واحدة من أبرز خطواتهم الاحتجاجية، من خلال دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام.
جاء هذا التحرك عقب وفاة عشرة معتقلين نتيجة الإهمال الطبي وانعدام الرعاية، في صرخة جماعية عبّرت عن حجم المأساة التي يعيشونها خلف القضبان.
وفي محاولة يائسة لإيصال صوتهم إلى العالم الخارجي، عمد بعض المعتقلين إلى تسريب رسائل مكتوبة وصوتية من داخل السجن إلى وسائل الإعلام، كشفوا فيها عن تفاصيل مروعة تتعلق بالمعاملة التي يتلقونها، والاكتظاظ الخانق، وسوء التغذية، وغياب العناية الصحية.
وما عمَّق الأزمة أكثر أن الكثير من المعتقلين السوريين يقبعون في السجن منذ سنوات دون أن تُعرض قضاياهم على القضاء، ويُحاكم أغلبهم أمام المحكمة العسكرية، التي تُعرف بتأجيلاتها المتكررة ومحاكماتها غير العادلة .
المنظمات الحقوقية، وعلى رأسها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أطلقت نداءات استغاثة للمجتمع الدولي، محذرة من أن ما يحدث في سجن رومية يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان،
مؤكدة أن هناك ما لا يقل عن 2000 سوري معتقل في السجون اللبنانية، بينهم من لم يرتكب أي جرم سوى الفرار من جحيم الحرب.
هكذا تتحول الزنازين في رومية من أماكن احتجاز مؤقت إلى مقابر بطيئة، تدفن فيها كرامة الإنسان وصوته وحقه في الحياة.
وبينما تستمر المعاناة، يبقى الأمل معلقاً بتدخل دولي أو ضغط شعبي يعيد فتح هذا الملف المنسي، ويضع حداً لواحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في السجون اللبنانية.