ليرة جديدة… هل تكفي ورقة لتغيير الواقع؟

ودق| مقال رأي

بقلم: محمد السلوم – باحث اقتصادي

مع اقتراب إعلان الحكومة السورية عن طرح ليرة جديدة مطبوعة في روسيا، يطلّ السؤال من جديد: هل يمكن لعملة مختلفة الشكل والقيمة أن تفتح بابًا نحو اقتصاد أكثر استقرارًا؟

صحيح أن شكل الورقة تغيّر، بلا صور آل الأسد وبأصفار أقل، لكن ما يلفت النظر هذه المرة أن التغيير لا يأتي في فراغ. فهناك إشارات واضحة إلى أن عجلة الاقتصاد بدأت تدور ولو ببطء: بدء ضخ الغاز الأذربيجاني الذي انعكس مباشرة على تحسّن ساعات الكهرباء، توقيع تفاهمات اقتصادية مع شركاء إقليميين لتأمين الغذاء والمواد الأولية، وعودة بعض المصانع إلى الإنتاج بعد سنوات من الجمود. هذه المؤشرات الصغيرة، لكنها المتراكمة، تمنح للعملة الجديدة أرضية أوسع من مجرد كونها ورقة نقدية.

الشركة الروسية “غوزناك”، التي ستتولى الطباعة، معروفة بخبرتها وقدرتها على إنتاج أوراق نقدية عالية الأمان وبكلفة أقل من الشركات الغربية. هذا الجانب الفني مهم، لكنه يكتسب قيمة مضاعفة حين يترافق مع خطوات عملية في الداخل، مثل تحسين البنية التحتية للطاقة وتوفير بيئة أفضل للاستثمار والإنتاج.

الليرة الجديدة قد لا تكون العصا السحرية التي تحل كل الأزمات، لكنها يمكن أن تصبح نقطة بداية لاستعادة الثقة. فإذا ما استمر تدفق الغاز، وتوسعت اتفاقيات التجارة، وتحسنت القدرة الشرائية عبر إنتاج حقيقي يرفد السوق، فإن الورقة الجديدة ستعكس واقعًا أفضل، لا مجرد حلم على الورق.

ربما لن يلمس المواطن الفرق مباشرة عند استلامه الأوراق الجديدة في يده، لكن مع الوقت قد يكتشف أن هذه الخطوة الرمزية ليست مجرد قطيعة مع الماضي، بل بداية طريق نحو اقتصاد يريد أن ينهض. فهل تكون الليرة الجديدة جواز العبور إلى مرحلة من الاستقرار والنمو؟ أم أنها ستظل أسيرة التوقعات حتى يبرهن الواقع صدقها؟

اترك تعليقا