صالح طريف يدعو قيادات السويداء لتحكيم العقل ونبذ خطاب التخوين

السويداء – خاص #ودق

في تصريحات أثارت اهتمام الأوساط السياسية والاجتماعية، وجّه السياسي الإسرائيلي صالح طريف دعوة صريحة إلى القيادات الدينية والعسكرية في محافظة السويداء السورية لتحمل مسؤولياتهم تجاه المواطنين، والتصرف بحكمة بعيدًا عن خطاب التخوين والانفعالات غير المسؤولة.

جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة أجراها طريف مع الكاتب السوري عدنان عزام، حيث شدد على ضرورة تحكيم العقل قولًا وفعلاً، والابتعاد عن “العنتريات” التي تضر بالنسيج الاجتماعي للطائفة الدرزية في سوريا. وانتقد ما وصفه بـ”شخصيات معروفة تضلل المجتمع”، معتبرًا أن بعض التصرفات تمثل “متاجرة بمأساة الناس” عبر نشر معلومات مغلوطة وساخرة.

التزام بدعم حقوق أهالي السويداء

طريف، المعروف بقربه من الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، أكد التزامه الكامل بدعم حقوق أهالي السويداء “بكل الإمكانيات المتاحة”، مشيرًا إلى أن القيادات المحلية في السويداء “تعرف الحقائق وما هو مطروح على طاولة المفاوضات”، في إشارة إلى وجود قنوات تواصل غير معلنة حول مستقبل الطائفة.

كما أشاد بتجربة الأكراد في سوريا، واصفًا إياها بـ”النموذج الذكي”، حيث أنهم “الأكثر تنظيمًا وقوة”، ومع ذلك لا يطرحون شعار الانفصال، بل يسعون إلى إدارة ذاتية ضمن إطار الدولة السورية، وهو ما اعتبره طريف موقفًا عقلانيًا يحافظ على الهوية ويطالب بالخصوصية.

انتقادات لإعلان عمّان وتحذير من المزايدات

وفي سياق حديثه، انتقد طريف إعلان عمّان للحل، معتبرًا أنه تم دون إشراك الطرف الدرزي، واصفًا إياه بـ”المهزلة” التي تهدف فقط إلى تمكين بعض الشخصيات من الظهور في المحافل الدولية. كما رفض التصريحات التي تروّج لفكرة احتلال إسرائيل للجنوب السوري، مؤكدًا أن “ذلك لن يحدث”، وأن الواقع السياسي والإقليمي لا يسمح بمثل هذه السيناريوهات.

طريف عبّر عن أمنيته بأن تكون السويداء “قريبة بأي شكل من الأشكال” من إسرائيل، لكنه أشار إلى أن الواقع الديمغرافي والسياسي يفرض شروطه، داعيًا إلى الكفّ عن المزاودات، والتركيز على ضمان حقوق أبناء الجبل، خصوصًا في ما يتعلق باللامركزية الإدارية ورفض دخول عناصر أمنية من خارج الطائفة.

الطائفة الدرزية جزء من فسيفساء سوريا

في ختام حديثه، شدد طريف على أن الدروز “جزء من الفسيفساء السورية”، ولن يقبلوا التفريط بحقوقهم، محذرًا من أن رفع سقف المطالب بشكل غير مدروس قد يسيء للطائفة، التي تُعد جزءًا من “العالم الإسلامي الكبير”. كما كشف أن المفاوضات مع إسرائيل لا تزال مستمرة، بمشاركة أمريكية، وأن أحد المطالب المطروحة هو ضمان الحقوق الدرزية في سوريا.

عبدالله الأحمد

اترك تعليقا