سكايب… صديق الثورة السورية الذي ترجل بصمت

ودق الإخبارية – دمشق

في أوائل عام 2025، أعلنت شركة مايكروسوفت إنهاء دعمها النهائي لتطبيق “سكايب” بعد أكثر من عقدين من الخدمة. ومع هذه النهاية الرسمية، أسدل الستار على واحد من أبرز التطبيقات التي لعبت دورًا استثنائيًا في بدايات الثورة السورية عام 2011، حتى لُقّب حينها بـ”صديق الثورة”.

في زمن كانت فيه الرقابة الأمنية على الاتصالات مشددة، والإعلام المستقل محاصر، كان “سكايب” بمثابة نافذة تنفّس من خلالها النشطاء السوريون صوتهم إلى الخارج. مكّنهم من التنسيق، تبادل المعلومات، وبث مقاطع الفيديو والصور من قلب التظاهرات في درعا، حمص، حماة، وريف دمشق إلى وسائل الإعلام العالمية.

في تلك الأيام، لم تكن تطبيقات التراسل المشفر أو البث المباشر واسعة الانتشار، وكان “سكايب” الأداة التقنية الأكثر أمانًا نسبيًا والمتاحة لغالبية السوريين. عبره أُجريت أولى المقابلات بين النشطاء الميدانيين والقنوات الدولية. كثيرون سجلوا مقاطع فيديو يروون فيها ما يحدث على الأرض، ثم أرسلوها عبر “سكايب” لصحفيين ومؤسسات حقوقية خارج البلاد.

كان “سكايب” أكثر من مجرد تطبيق تواصل؛ كان شريكًا صامتًا في توثيق الحقيقة وكسر الحصار الإعلامي. وتحوّل مع الوقت إلى أداة ثقة بين الصحفيين والنشطاء، وعرف بأنه وسيلة تواصل الثوار مع العالم، لذلك لم يكن غريبًا أن يطلق عليه النشطاء لقب “صديق الثورة”.

لكن مع التطور التكنولوجي وظهور تطبيقات جديدة أكثر أمانًا وسرعة، تراجع استخدام “سكايب”، حتى بات اليوم من الذكريات. وبرحيله، يستحضر السوريون لحظة تاريخية فارقة، حين كان مجرد اتصال فيديو كفيلًا بإيصال صوت معاناة شعب بأكمله.

رحل “سكايب”، لكن صداه ما زال في الذاكرة السورية، محفورًا في ذاكرة ثورة لم تنتهِ، وفي قلوب من استخدموه كجسر للحرية.

اترك تعليقا