تغيير العملة السورية: كيف سيؤثر على سعر صرف الدولار؟

كما يراه الخبير الاقتصادي جورج خزام

تشهد سوريا نقاشات حول إمكانية تغيير العملة المحلية وإصدار نسخة جديدة منها، وهو ما يطرح تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على سعر صرف الدولار في السوق المحلية. فهل سيشهد الدولار ارتفاعاً أم انخفاضاً في هذه الحالة؟

تغيير العملة دون تأثير على القوة الشرائية

بحسب التحليل الاقتصادي، فإن طباعة عملة جديدة تعني نقل القوة الشرائية نفسها من العملة القديمة إلى الجديدة، شريطة أن تكون قيمة الأوراق النقدية المسحوبة مساوية لقيمة الأوراق الجديدة المُصدرة. على سبيل المثال، إذا تم حذف صفرين من العملة، فإن 100 مليار ليرة سورية قد تصبح مليار ليرة جديدة، مع الحفاظ على نفس القيمة الشرائية.

مخاطر ارتفاع سعر الدولار أثناء فترة الاستبدال

لكن المشكلة تكمن في مرحلة الانتقال، حيث قد يلجأ الكثيرون، وخاصة الصرافون وأصحاب الأموال غير المشروعة، إلى شراء الدولار بالليرة القديمة بدلاً من استبدالها بالعملة الجديدة. هذا السلوك سيؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار، مما يدفع سعره للارتفاع.

كما أن الأموال بالليرة السورية الموجودة خارج البلاد، والتي تُستخدم في المضاربة، قد يتم استبدالها بالدولار بشكل مفاجئ، مما يزيد الضغط على سعر الصرف. وتشير تقديرات إلى أن هذه الأموال موزعة بين تركيا ولبنان والعراق وإيران، حيث كانت تُستخدم في عمليات استيراد بتسهيلات بالليرة السورية سابقاً.

ضرورة إجراءات أمنية صارمة

لتجنب هذه المخاطر، يجب على السلطات ضبط الحدود بإجراءات أمنية مشددة لمنع دخول الأموال التي كانت تُستخدم في المضاربة على الليرة، والتي قد تسبب أضراراً جسيمة للاقتصاد السوري في هذه المرحلة الحساسة.

ظهور وسطاء غير شرعيين

من المتوقع أيضاً أن تظهر في السوق فئة من الوسطاء الذين سيحاولون شراء الليرة السورية القديمة من مصادر غير شرعية بأسعار منخفضة، لتحويلها لاحقاً إلى دولارات، مما سيزيد من تعقيد الأزمة.

في الختام، فإن نجاح عملية تغيير العملة دون تأثير سلبي على سعر صرف الدولار يتطلب إدارة دقيقة وضوابط صارمة، وإلا فإن السوق قد يشهد موجة جديدة من ارتفاع سعر الصرف، مع ما يرافق ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية.

هذا المقال يعبر عن رأي الخبير الاقتصادي جورج خزام كما ورد على صفحته الشخصية، ولا يعكس بالضرورة رأي الصحيفة.

اترك تعليقا

صفحاتنا