تحليل سياسي–أمني: دلالات الهجوم الذي استهدف الجنود الأمريكيين ودور القوى المحلية في تصاعد المخاطر
- ودق - Wadaq
- ديسمبر 16, 2025
- سياسة, عالمي
- تدمر, تنظيم الدولة, سوريا, قسد, هجوم تدمر, وول ستريت جورنال
- 0 Comments
شبكة ودق – دمشق
تشير المعطيات المرتبطة بحادثة مقتل الجنود الأمريكيين على يد عنصر سوري يعمل ضمن قوة أمنية محلية – وفق ما نقلته وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين – إلى تحوّل مهم في البيئة الأمنية والسياسية التي تعمل ضمنها القوات الأمريكية في سوريا. وتكشف الحادثة عن مجموعة من المؤشرات التي تعيد رسم ملامح المرحلة المقبلة في شمال وشرق البلاد.
أولاً: اختراق أمني يهدد بنية الشراكات المحلية
تعتمد الولايات المتحدة على قوى محلية في مناطق انتشارها، وتشكل هذه القوى جزءاً من منظومة الأمن الذاتي في شمال وشرق سوريا. انخراط منفّذ الهجوم في جهاز أمني محلي يسلّط الضوء على:
⦁ ثغرات واضحة في عمليات التدقيق الأمني التي تجريها واشنطن
⦁ احتمالات وجود اختراقات داخلية من جهات معادية للوجود الأمريكي
⦁ ارتفاع مستوى المخاطر على القوات الأمريكية من داخل المنظومات التي تعتمد عليها
هذا النوع من الهجمات يفرض على واشنطن إعادة تقييم منظومة الحماية وإعادة النظر في طبيعة الشراكات المحلية.
ثانياً: انعكاسات مباشرة على مستقبل الوجود الأمريكي
تأتي الحادثة في وقت تناقش فيه واشنطن خياراتها بين تقليص الوجود العسكري أو إعادة تعريف المهام أو بناء ترتيبات أمنية جديدة مع دمشق أو مع قوى محلية معدّلة. وتعزز الحادثة موقف التيار داخل الإدارة الأمريكية الذي يرى أن الوضع الحالي “غير مستدام”، وأن المرحلة المقبلة تتطلب:
⦁ زيادة التنسيق غير المباشر مع الحكومة السورية
⦁ دمج القوى المحلية ضمن هياكل رسمية
⦁ تقليص الاعتماد على تشكيلات غير منضبطة أو مخترقة
ثالثاً: رسائل سياسية من أطراف إقليمية
وجود عنصر أمني محلي كمنفّذ للهجوم قد يحمل رسائل من أطراف ترى في الوجود الأمريكي:
⦁ تهديداً لمصالحها
⦁ أو عائقاً أمام ترتيبات سياسية وأمنية تريد فرضها في سوريا
ما يجعل الحادثة جزءاً من صراع نفوذ غير معلن بين قوى إقليمية ودولية.
رابعاً: تأثيرات على ملف مكافحة تنظيم الدولة
تعتبر واشنطن أن مكافحة تنظيم الدولة هي المبرر الأساسي لوجودها العسكري. لكن الحادثة تكشف أن الخطر لم يعد مقتصراً على التنظيم، بل يشمل:
⦁ انهيار منظومة الأمن المحلي
⦁ تراجع قدرة القوى الشريكة على ضبط مناطقها
⦁ إمكانية استغلال التنظيم للفوضى الأمنية لإعادة تنظيم صفوفه
هذا يفسر – كما ذكرت الصحيفة – دفع واشنطن باتجاه توسيع سيطرة الحكومة السورية كجزء من استراتيجية جديدة لضبط الأمن.
خامساً: تعزيز مسار دمج “قسد” ضمن ترتيبات عسكرية رسمية
الحادثة قد تسرّع الجهود الأمريكية الرامية إلى:
⦁ دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن هيكلية عسكرية رسمية
⦁ أو تشكيل “جيش سوري جديد” يخضع لمعايير أمنية أكثر صرامة
وذلك بهدف:
⦁ ضبط السلاح
⦁ منع الاختراقات
⦁ خلق شريك محلي أكثر انضباطاً وقابلية للمساءلة
خلاصة التحليل
الحادثة ليست مجرد هجوم فردي، بل مؤشر على تحوّل عميق في البيئة الأمنية وعلى بداية مرحلة جديدة في مقاربة واشنطن للملف السوري. هي رسالة بأن الوضع القائم لم يعد قابلاً للاستمرار، وأن الولايات المتحدة مضطرة لإعادة صياغة علاقتها مع القوى المحلية، وربما إعادة تموضعها السياسي والأمني في سوريا.
📌 المصدر:
The Wall Street Journal – Syrian Who Killed U.S. Soldiers Was Security Force Member, Officials Say

