“بين العطر والأبجدية: ماذا تحمل هدايا ترامب والشرع من رسائل دبلوماسية وثقافية؟”
- ودق - Wadaq
- نوفمبر 12, 2025
- سياسة, مقالات
- أحمد الشرع, البيت الأبيض, الرئيس الشرع وترمب يتبادلان الهدايا, الشرع, ترمب, سوريا, عطر
- 0 Comments
في جلسة غير تقليدية وحميمة داخل أروقة البيت الأبيض، أثار فيديو تبادل الهدايا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع اهتماماً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، لما تضمنه هذا اللقاء من رموز ودلالات سياسية وثقافية وإنسانية تمثل مرحلة مفصلية في العلاقات الأمريكية-السورية.
شهدت اللحظة التي قدم فيها ترامب هدية عطرية فاخرة للرئيس الشرع ولمدير وفده وزير الخارجية أسعد الشيباني، خرْوجاً مميزاً عن البروتوكولات الرسمية التي اعتاد عليها المشاهدون في لقاءات القادة. عطر رجالي فاخر، قدمه ترامب مع مزاح خفيف عن عدد زوجات الشرع، ما أثار ضحكات بين الطرفين وأضفى جواً ودياً غير مألوف في سياق سياسي رفيع المستوى. هذا المزاح لَم يقتصر عليهما إنما امتد ليشمل ملحوظة مشابهة من الشرع حين سأل ترامب عن عدد زوجاته، الذي أجاب بابتسامة: “واحدة إلى الآن”. لحظة من العفوية الإنسانية، تكشف رغبة في كسر الجمود وبناء جسور ثقة عبر لغة مشتركة رغم اختلاف الثقافات.
من جانب آخر، حملت هدايا الشرع لوحة ثقافية غنية: “أول أبجدية” و”أول ختم” و”أول نوتة موسيقية” و”أول تعريفة جمركية”. هذه التذكارات ليست مجرد هدايا، بل رسائل رمزية تمثل الحضارة السورية العريقة التي كانت منبعاً للعلوم والفنون والإدارة عبر التاريخ. الأبجدية تمثل لغة التواصل والتراث، الختم يرمز للسلطة والتنظيم، النوتة الموسيقية للموسيقى والفن، والتعريفة الجمركية تشير إلى النظم الاقتصادية والتجارية التي قامت عليها الحضارات. لذا لم تكن هذه الهدايا مجرد تذكارات، بل كانت تعبيراً ثقافياً عميقاً عن رغبة سوريا في استعادة مكانتها وإعادة تعريفها في خارطة السياسة العالمية بعد سنوات من الصراع.
تبادل العطور والهدايا أثار نقاشاً حول طبيعة العلاقة الجديدة وفتح أبواب الحوار بين الطرفين، مع الإشارة إلى تعليق جزئي لعقوبات “قانون قيصر” الأمريكية على سوريا، مما يعكس تحولات محتملة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة. يُنظر إلى هذا المقطع كرمز للعلاقات الدبلوماسية التي تتخذ شكل لقاءات إنسانية قادرة على استيعاب التوترات السياسية.
بالمحصلة، الفيديو يمثل أكثر من مجرد تبادل هدايا في لقاء رسمي، إنه لحظة دبلوماسية رمزية تتجاوز الكلمات إلى مساحة مشتركة من الاحترام والتفاهم، تلمس بعمق التراث والثقافة والإنسانية، وتمد جسوراً نحو مستقبل قد يحمل فرصاً للحوار والتفاهم بين سوريا والولايات المتحدة، بكل ما يعكسه ذلك من آمال وتحديات على الساحة الإقليمية والعالمية.

