المجلس الوطني الكردي في سوريا يؤكد أولوية الحوار الوطني الشامل لضمان الحقوق وتعزيز الوحدة

بيان للأمانة العامة يطالب بمشاركة كردية فاعلة في بناء سوريا المستقبلية على أساس المواطنة المتساوية واللامركزية الإدارية

في إطار المساعي الرامية إلى تعزيز السلم الأهلي وإعادة إعمار الدولة السورية، أكد المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS) في بيان صدر يوم السبت 13 أيلول، على “ضرورة إجراء حوار جاد وشامل مع الحكومة السورية الانتقالية” لضمان حقوق جميع السوريين، ضمن إطار دولة موحدة قائمة على مبادئ الديمقراطية والعدالة والمساواة.

جاء البيان الصادر عن اجتماع الأمانة العامة للمجلس، والذي حصلت “عنب بلدي” على نسخة كاملة منه، ليرسخ رؤية تؤكد على الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي، مع التركيز على المشاركة الكردية الفاعلة في صياغة مستقبل سوريا.

تفاصيل البيان: التأكيد على المشاركة الوطنية البناءة

قدم بيان المجلس رؤية متكاملة تستند إلى مرجعيات واضحة:

1. الالتزام بالوحدة الوطنية: شدد البيان على “الالتزام الكامل بمخرجات مؤتمر وحدة الموقف والصف الكردي” المنعقد في 26 نيسان/أبريل 2025، معتبراً إياه خطوة نحو تعزيز دور الكرد في العملية السياسية السورية.
2. الإطار الوطني للحل: حدد البيان الهدف النهائي بشكل واضح: “ضمان الحقوق المشروعة للشعب الكردي في إطار سوريا موحدة”، مع التأكيد على أهمية تطبيق نظام إداري لا مركزي يعزز مشاركة جميع المحافظات في إدارة شؤونها.
3. تعزيز الحضور السياسي الوطني: دعا البيان إلى “تعزيز حضور المجلس على المستويين الكردي والوطني” وتوسيع شبكة علاقاته مع مكونات الشعب السوري كافة، بهدف الإسهام في تحقيق انتقال سياسي شامل يلبي تطلعات السوريين نحو الحرية والعدالة.

تطورات فورية: استعداد للحوار وجدول أعمر مرتقب

عقب إصدار البيان مباشرة، كشفت مصادر مطلعة لـ”عنب بلدي” عن تحركات ميدانية تدعم هذا التوجه:

· ترتيب اللقاء: أبلغ المجلس الحكومة الانتقالية رسمياً باستعداده للجلول إلى طاولة الحوار، مع طلب ترتيب “جدول أعمال محدد” مسبقاً. وتسعى الأطراف إلى عقد اللقاء قبل كلمة الرئيس أحمد الشرع في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
· مواضيع النقاش: بدأت ملامح جدول الأعمال تتشكل، حيث يطالب الجانب الكردي بمناقشة:
· ضمان تمثيل عادل للمجتمع الكردي في هياكل السلطة الانتقالية.
· إعادة إعمار المناطق المتضررة وعودة النازحين إلى ديارهم.
· تطبيق اللامركزية الإدارية التي تعزز مشاركة جميع المحافظات. بينما تُركز مطالب الحكومة الانتقالية على:
· تعزيز الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي.
· تحقيق المشاركة الكاملة للمواطنين الكرد في الحياة السياسية والاقتصادية.
· تطبيق نظام إداري لا مركزي يعزز التنمية المتوازنة.

أهمية الوحدة الوطنية في المرحلة الانتقالية

يأتي بيان المجلس الوطني الكردي في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي السوري، حيث يشكل الحوار الوطني الشامل ركيزة أساسية لبناء سوريا المستقبلية. تؤكد هذه الخطوة على:

· أهمية تجاوز الخلافات والانقسامات لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
· ضرورة مشاركة جميع مكونات الشعب السوري في صياغة مستقبل البلاد.
· دور النظام الإداري اللامركزي في تعزيز المشاركة المحلية وتحقيق التنمية المتوازنة.
· أهمية ضمان الحقوق المتساوية للمواطنين كافة في إطار دولة القانون والمؤسسات.

سياق تاريخي: من الصراع إلى بوابات المصالحة

لا يمكن فهم أهمية هذا البيان دون الرجوع إلى الخلفية المعقدة:

· المصالحة الوطنية: يشكل البيان خطوة مهمة في مسيرة المصالحة الوطنية، حيث يعبر عن إرادة حقيقية لدى الأطراف كافة للوصول إلى حلول سياسية تخدم مصلحة البلاد العليا.
· الاتفاق مع دمشق: في 10 آذار/مارس 2025، وقّع الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي اتفاقاً تاريخياً اعترف فيه بالكرد كجزء أصيل من النسيج السوري، ووعد بضمان حقوقهم الدستورية الكاملة.

نحو مستقبل مشترك لجميع السوريين

بيان المجلس الوطني الكردي يمثل خطوة مهمة في مسيرة بناء سوريا الجديدة، حيث يعبر عن إرادة حقيقية للحوار والمشاركة الوطنية البناءة. يشكل هذا التوجه فرصة تاريخية لتحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز الوحدة الاجتماعية، وإعادة إعمار البلاد على أسس جديدة تقوم على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

خلاصة القول، إن بيان المجلس الوطني الكردي يفتح نافذة أمل جديدة نحو مستقبل أفضل لجميع السوريين، يكون قائماً على الوحدة الوطنية والمشاركة الفاعلة في بناء الدولة السورية المستقبلية.

اترك تعليقا