الرقة تواجه أزمة معيشية خانقة مع غياب المازوت المدعوم وارتفاع سعر السوق الحرة

تشهد مدينة الرقة شرق سوريا أزمة معيشية متفاقمة، نتيجة غياب مادة المازوت المدعوم عن الأسواق وارتفاع أسعار المازوت الحر إلى مستويات قياسية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية والخدمات الأساسية وتكاليف الإنتاج الزراعي، وسط حالة من الاستياء الشعبي الواسع.

وبحسب ما أفاد به سكان محليون لـ”ودق”، تجاوز سعر لتر المازوت الحر خلال الأيام الأخيرة عتبة 8000 ليرة سورية، وسط تقلبات حادة في سعر الصرف وغياب أي إجراءات رسمية للحد من الأزمة.

ويُعتبر المازوت شريانًا حيويًا لعدة قطاعات أساسية كالنقل والزراعة والصناعة، مما جعل تأثير ارتفاع أسعاره ينعكس مباشرة على أسعار السلع والخدمات، وزاد من الضغوط المعيشية اليومية على السكان، خصوصًا ذوي الدخل المحدود.

غياب رسمي عن المشهد وتزايد التكهنات

رغم تفاقم الأزمة، لم تصدر “لجنة المحروقات” التابعة للإدارة الذاتية أي بيانات رسمية لتوضيح أسباب انقطاع المازوت المدعوم أو معالجة ارتفاع الأسعار، مما فتح الباب أمام موجة من التكهنات، أبرزها الحديث عن تراجع المخزون الاستراتيجي وزيادة كلفة إنتاج النفط الخام.

وفي حديثه لـ”ودق”، أشار المزارع حمادة المحمود من ريف الرقة إلى أن غياب المازوت المدعوم وارتفاع كلفة تشغيل مضخات الري يهددان بانخفاض المساحات المزروعة، لا سيما مع بداية موسم الزراعة الصيفي.

أما سائق الميكرو باص حسن الخشمان الذي يعمل على خط الرقة – الطبقة، فأوضح أن تكلفة تعبئة خزان الوقود أصبحت تستهلك أكثر من نصف إيراداته اليومية، مما قد يدفعه مع غيره من السائقين إلى رفع أجور النقل لتغطية التكاليف.

موجة غلاء جديدة تضرب الأسواق

من جهتهم، أكد تجار محليون لـ”ودق” أن أسعار الخضار والمنتجات الزراعية ارتفعت بنسبة وصلت إلى 20% في بعض الأسواق، مدفوعين بزيادة تكاليف النقل والشحن، فيما حذر الخبير الاقتصادي محمد السلوم من أن استمرار ارتفاع أسعار المازوت سيؤدي إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين وتعميق الأزمة الاقتصادية.

نظرة قاتمة للأيام المقبلة

ورغم تصريحات بعض المسؤولين المحليين عن نية الاستمرار في دعم المازوت الخدمي والزراعي والصناعي، لا تزال الشكوك قائمة حول توفر الكميات الكافية، وسط تخوفات من اتساع نطاق الأزمة لتطال قطاعات حيوية أخرى.

تُذكر أن مناطق شمال شرقي سوريا، التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”، تحتوي على الجزء الأكبر من احتياطي النفط السوري، إلا أن الأزمات المتكررة في المشتقات النفطية تواصل فرض تحديات معيشية متزايدة على السكان.

اترك تعليقا