
البنك الدولي يمنح سوريا 146 مليون دولار: خطوة حاسمة لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء ودعم التعافي الاقتصادي
- ودق - Wadaq
- يونيو 25, 2025
- اقتصاد
- 0 Comments
25 حزيران 2025 – تقرير خاص
في خطوة لافتة تعكس تحوّلًا في مسار دعم المجتمع الدولي لسوريا، أعلن البنك الدولي عن تقديم منحة مالية بقيمة 146 مليون دولار أميركي من المؤسسة الدولية للتنمية (IDA)، بهدف دعم جهود إعادة تأهيل قطاع الكهرباء وتعزيز التعافي الاقتصادي في البلاد.
تأتي هذه المنحة ضمن مشروع جديد يُعرف باسم “المشروع الطارئ للكهرباء في سوريا” (SEEP)، ويُعدّ أول تدخل مباشر للبنك الدولي في سوريا منذ ما يقرب من أربعة عقود، ما يعكس تغيرًا ملحوظًا في نظرة المجتمع الدولي لاحتياجات إعادة الإعمار في هذا البلد الذي أنهكته الحرب.
تدهور المنظومة الكهربائية وحاجة ماسة للإصلاح
شهدت شبكة الكهرباء الوطنية في سوريا تدهورًا كارثيًا خلال سنوات الصراع، ما أدى إلى تقليص الإمدادات إلى ساعتين إلى أربع ساعات يوميًا في العديد من المناطق. هذا التراجع ألحق أضرارًا جسيمة بقطاعات حيوية مثل الصحة والمياه والزراعة، وفاقم أزمة انعدام الأمن الطاقي لملايين السوريين.
ومن أبرز مظاهر الانهيار: تدمير محطات فرعية رئيسية، فقدان معدات رئيسية، انقطاع الاستثمارات وغياب عمليات الصيانة، ما تسبب في خسائر فنية كبيرة وجعل أجزاء واسعة من الشبكة غير موثوقة ومعرضة لانقطاعات متكررة.
محاور المشروع: من الربط الإقليمي إلى إصلاح البنية التحتية
يهدف المشروع إلى إعادة تأهيل خطوط التوتر العالي، لا سيما تلك التي تربط سوريا بكل من الأردن وتركيا، مما يعيد أواصر الربط الإقليمي للطاقة. كما يتضمن المشروع إصلاح المحطات الفرعية المتضررة، وتوفير قطع الغيار، وتقديم مساعدة فنية لتطوير السياسات والاستراتيجيات المستقبلية لقطاع الكهرباء.
وسيتولى تنفيذ المشروع المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، بدعم من شركة استشارية دولية تُشرف على الهندسة، التنفيذ، والمعايير البيئية والاجتماعية.
رسائل أمل من الجهات المانحة والحكومة
قال جان كريستوف كاريه، المدير الإقليمي للبنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط:
“إعادة تأهيل قطاع الكهرباء يُعد استثمارًا محوريًا لتحسين حياة السوريين، وتسريع عودة اللاجئين، واستئناف خدمات حيوية مثل المياه والرعاية الصحية”.
بدوره، أكد وزير المالية السوري يسر برنية على أهمية المنحة قائلًا:
“هذا المشروع هو البداية فقط، ونأمل أن يمهّد الطريق لبرنامج دعم شامل يدفع سوريا قدمًا نحو التعافي والتنمية طويلة الأمد”.
نظرة نحو المستقبل
هذا التمويل يُعد أول خطوة في مسار أطول وأكثر شمولًا من المتوقع أن يشمل برامج إضافية لدعم البنية التحتية الحيوية، وتوسيع مشاركة الشركاء الدوليين في إعادة الإعمار.
وبين تحديات الواقع وأمل الغد، تمثل هذه المنحة فرصة ثمينة لإعادة النبض لقطاع الكهرباء، ما يشكل ركيزة أساسية لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للسوريين