إطلاق الشبكة السورية للمستثمرين الملائكيين Syria angels network

خاص ودق| اقتصاد

 

في خطوة لافتة ضمن مسار تعافي الاقتصاد السوري، أُطلقت مؤخراً الشبكة السورية للمستثمرين الملائكيين Syria Angels Network، بمشاركة ثلاثين مستثمراً وقيمة تمويل أولي تصل إلى عشرة ملايين دولار، موجهة حصراً لدعم الشركات الناشئة في مرحلة التأسيس.

هذا الحدث يشكل انعكاساً لتحول ذي دلالات متعددة في البيئة الاقتصادية السورية.

 

حيوية ريادة الأعمال:

يمثل ظهور مبادرات تمويل الملائكة في سوريا قفزة نوعية في بنية الاقتصاد المحلي. الشركات الناشئة ليست مجرد كيانات صغيرة حديثة، بل هي محرك ديناميكي لابتكار الحلول وتوليد الوظائف ورفع القيمة المضافة للاقتصاد بالاستفادة من أفكار الشباب وتحويلها إلى شركات قابلة للنمو والمنافسة. رأس المال الملائكي يتسم بكونه رأس مال “ذكي”، إذ يوفر التمويل والخبرة والشبكات معاً، ويمنح رواد الأعمال حاضناً آمناً لانطلاقة مشاريعهم في ظل نقص التمويل البنكي التقليدي وصعوبة الوصول إلى رأس المال المخاطر.

 

استعادة الثقة الاستثمارية:

تكمن أهميته في قدرة المبادرة على استقطاب عشرات المستثمرين المحليين لتوظيف سيولة نقدية معتبرة في مشاريع لم تثبت نجاحها بعد. هذا الأمر يعكس تحسناً ملموساً في المزاج الاستثماري لدى القطاع الخاص السوري، كما يشكل خطوة باتجاه تنويع مصادر التمويل بعيداً عن أشكال الدعم الحكومي أو الجهات الدولية. إطلاق الشبكة يأتي في سياق تشريعي وتحفيزي جديد، تدعمه إصلاحات حكومية كقانون الاستثمار المُحدث، الذي يمنح إعفاءات وضمانات كانت غائبة في السابق.

هذه الديناميكية تمنح القطاع الخاص حرية أكبر للمبادرة، وتشيع ثقافة المخاطرة لصالح فئة الشباب ورواد الأعمال.

 

تحديات البيئة التنظيمية:

وهو الأمر الأكثر حسماً في تحديد مصير وفاعلية مثل تلك المبادرات. فنجاح أي شبكة للمستثمرين الملائكيين في سوريا يتطلب مناخ أعمال يتسم بالشفافية وحوكمة واضحة وحماية حقيقية لحقوق المستثمرين والمؤسسين على السواء.

تجربة الدول الناشئة في هذا النموذج تُظهر أن غياب البيئة القانونية والتنظيمية المستقرة، بالإضافة إلى البيروقراطية أو تدخلات غير واضحة في السوق، قد يبدد الكثير من الجهود مهما بلغت قيمة التمويل الأولي.

 

 

يرى مراقبين إن إطلاق الشبكة السورية للمستثمرين الملائكيين كخطوة استراتيجية واعدة لإعادة صياغة المشهد الاقتصادي السوري. هي ترجمة عملية لرؤية تعتمد على الابتكار والقطاع الخاص والشباب المحرك للتغيير، في مجتمع يتطلع لدورة نمو تتسم بالديمومة والعدالة وتستفيد من الفرص الكامنة في التحولات الإقليمية والدولية.

 

اترك تعليقا