
زواج أم سبي؟ ميرا ثابات تكشف القصة الحقيقية وسط عاصفة السوشال ميديا
- ودق - Wadaq
- مايو 9, 2025
- سوريا
- 0 Comments
في زمن تتشابك فيه الحقيقة بالشائعة، وتُحرّف فيه الحكايات الشخصية لأغراض سياسية أو طائفية، وجدت الشابة السورية ميرا ثابات نفسها في قلب عاصفة إعلامية لم تخترها. خلال أيام قليلة، تحوّلت قصتها من مجرد زواج اختياري إلى “دليل” على روايات تتحدث عن السبي و”الاستعباد الطائفي”، في سرديات تفتقر إلى التحقق والدقة.
الحب في زمن الانقسام
في بث مباشر أجراه صحفي مستقل عبر فيسبوك، ظهرت ميرا برفقة زوجها لتنفي جميع المزاعم التي تحدّثت عن اختطافها أو إجبارها على الزواج. بل أكدت أن العلاقة التي جمعتهما بدأت قبل سقوط النظام السابق، وأن الحب كان أساس ارتباطهما. غير أن الاختلاف الطائفي بين العائلتين كان كافيًا لرفض الارتباط من الطرفين، ما دفع الزوجين إلى اتخاذ قرار الزواج بعيدًا عن سلطة العائلة والتقاليد.
قصة ميرا، في جوهرها، ليست جديدة على المجتمع السوري. كثير من قصص الحب تُجهض بسبب انتماءات مذهبية أو خلفيات سياسية، في مجتمع يعاني من استقطاب عميق زادته الحرب تعقيدًا.
بين الرواية والحملة
لكن قصة ميرا لم تُترك على حالها. فبمجرد انتشار صورها على مواقع التواصل، بدأت بعض الحسابات في استخدامها كدليل على ممارسات منسوبة لفصائل مسلحة في شمال سوريا، ضمن حملة تهدف إلى إظهار هذه المناطق كأماكن لا تُحترم فيها النساء، خاصة من الطائفة العلوية. وبسبب مظهر ميرا المختلف عن الصورة النمطية للنساء في تلك المناطق، سارع البعض إلى إطلاق أحكام مسبقة وربطها بسياقات عنف واستعباد، دون تحقق أو احترام لإنسانيتها.
السوشال ميديا: حين تتحول الضحية إلى متّهمة
لم يكن مظهر ميرا المختلف، ولا اختيارها الخروج من التقاليد، مبررًا كافيًا لتجريدها من صوتها، أو استخدامها كأداة في معارك لا تخصّها. لكن في عصر الإعلام الفوري، يبدو أن الصورة تغلب الصوت، وأن من يملك السردية الأقوى – لا الحقيقة – هو من يُشكّل الرأي العام.
ما حدث لميرا يفتح بابًا واسعًا للنقاش حول أخلاقيات النشر، ومسؤولية الصحافة، وحق الأفراد في التحكّم في روايتهم الشخصية، بعيدًا عن تأويلات سياسية أو طائفية. إنها دعوة للتأنّي، وللتفريق بين القصة الحقيقية، وما يُراد لنا أن نصدّقه.