تحركات أمريكية على الحدود العراقية – السورية.. ما علاقتها بعودة ترامب؟

كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم الأربعاء، عن تحركات مكثفة للقوات الأمريكية على الحدود العراقية – السورية، وسط توقعات بتعزيز واشنطن وجودها العسكري في المنطقة، لا سيما في العراق، تزامنًا مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

إعادة تقييم للانتشار العسكري الأمريكي

بحسب مصادر أمنية عراقية، فإن التطورات الأخيرة في سوريا، وعلى رأسها سقوط نظام بشار الأسد، دفعت واشنطن إلى إعادة تقييم انتشار قواتها في سوريا والعراق تحسبًا لأي متغيرات قد تؤثر على نفوذها الإقليمي.

وأضافت المصادر أن خريطة انتشار القوات الأمريكية تغيرت بالفعل بعد سقوط الأسد، مرجحة أن إدارة ترامب قد تعزز وجودها العسكري بأعداد إضافية، خصوصًا في العراق، لمواجهة أي تهديدات محتملة.

انسحاب من سوريا واستنفار على الحدود

أفادت التقارير بأن عددًا من القوات الأمريكية انسحب من سوريا إلى العمق العراقي، مصطحبًا معه معدات عسكرية وسيارات مدرعة، فيما شهدت المناطق الحدودية حالة استنفار، خوفًا من تسلل مجموعات مسلحة تابعة لإيران أو عناصر من تنظيم داعش.

مخاوف عراقية من التدخل الأمريكي

في هذا السياق، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، علي البنداوي، إن الوضع في المنطقة غير مستقر، وهناك تغييرات متسارعة قد تؤثر على الأمن الإقليمي.

وأضاف أن العراق، رغم مراقبته الدقيقة للحدود، بحاجة إلى معرفة طبيعة التحركات الأمريكية ومدى خطورتها على الأمن الوطني، مشيرًا إلى أن بلاده لديها اتفاقيات أمنية مع واشنطن، بما في ذلك اتفاقات لجدولة انسحاب القوات الأمريكية بشكل نهائي، بناءً على مخرجات اللجنة العسكرية العليا المشتركة بين البلدين.

تأثير عودة ترامب على العراق

يعتقد السياسي العراقي، عائد الهلالي، أن تسلّم ترامب للسلطة مجددًا قد يحمل انعكاسات كبيرة على العراق، سواء على المستوى الأمني أو السياسي.

“على الصعيد الأمني، من المتوقع أن تعزز الإدارة الأمريكية الجديدة تعاونها مع العراق في مكافحة الإرهاب، خصوصًا ضد بقايا تنظيم داعش”، مشيرًا إلى أن واشنطن قد تزيد وجودها العسكري في العراق للحد من النفوذ الإيراني، مما قد يؤدي إلى توترات مع القوى السياسية العراقية التي تسعى إلى تقليل الوجود الأمريكي.

كما أضاف أن ترامب قد يدعم الحركات الموالية لواشنطن داخل العراق، وهو ما قد يسبب انقسامات داخل الحكومة العراقية بين مؤيد ومعارض لهذا التوجه.

رسائل استراتيجية وراء التحركات العسكرية

يرى المحلل الأمني، جودت كاظم، أن تعزيز القوات الأمريكية في العراق وسوريا قد يعطي مبررًا لفصائل المقاومة لعدم تسليم سلاحها أو الالتزام بالخطاب الرسمي للحكومة العراقية.

وأشار إلى أن واشنطن، خاصة مع عودة ترامب، قد تعمل على تقليص نفوذ إيران في العراق بالكامل، من خلال الضغط على صناع القرار وتهديد الفصائل بعقوبات أو اغتيالات، لإجبارها على التراجع عن أنشطتها.

كما أوضح أن التحركات العسكرية الأمريكية تحمل رسائل استراتيجية متعددة، حيث تتخوّف الولايات المتحدة من صراع محتمل داخل سوريا مع الفصائل الكردية المسلحة، وعلى رأسها “قسد”، التي ترعاها واشنطن، إذ تحاول أمريكا قطع الطريق أمام تركيا، كما نجحت سابقًا في إبعاد روسيا عن المنطقة.

استعداد لمتغيرات كبرى في الشرق الأوسط

بحسب المراقبين، فإن تحركات القوات الأمريكية على الحدود العراقية – السورية قد تكون جزءًا من استعدادات واشنطن لمتغيرات سياسية وأمنية كبرى، خاصة مع عودة ترامب وملف النفوذ الإيراني، ما يجعل العراق محورًا رئيسيًا في المواجهة القادمة بين واشنطن وطهران.

المصدر: صحيفة الأخبار اللبنانية.

Tags:

اترك تعليقا