الحمد لله شفتك يا أمي.. سامر المصري بعد 14 عاماً في سوريا

وسط استقبال جماهيري حافل، وصل الفنان السوري سامر المصري إلى مطار دمشق الدولي بعد غياب دام 14 عاماً، فرضه عليه النظام السوري السابق بسبب مواقفه المعارضة.

لقاء مؤثر مع والدته يثير تفاعلاً واسعاً

ما إن حط “العكيد أبو شهاب”، كما يُعرف المصري بسبب دوره الشهير في مسلسل “باب الحارة”، حتى التفّ حوله الحاضرون وسط أجواء احتفالية.

إلا أن اللحظة الأكثر تأثيراً كانت عند لقائه بوالدته المسنّة، التي كانت في مقدمة المستقبلين على كرسيها المتحرك.

انحنى المصري إليها مقبلاً يديها بحرارة، بينما ردّت عليه قائلةً “الحمد لله اللي شفتك” بلهجة سورية مؤثرة، في مشهد هزّ مشاعر السوريين وأعاد للأذهان معاناة آلاف العائلات التي فرّقتها الغربة والحرب.

سرعان ما انتشر مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وحصد ملايين المشاهدات والتعليقات، حيث عبّر الكثيرون عن فرحتهم بعودة المصري إلى بلاده ولمّ شمله مع والدته.

استقبال شعبي خارج المطار

بعد خروجه من المطار، وجد المصري نفسه أمام استقبال جماهيري آخر، حيث تجمع المحبون حوله، وحملوه على الأكتاف وسط أجواء احتفالية.

لم يتردد الفنان السوري في الانضمام إلى العراضات الشامية التي اشتهر بها، حيث ردد الأهازيج التراثية، وسط تصفيق وفرحة الحاضرين.

ليلة سقوط النظام.. المصري كان قد وعد والدته بالعودة

في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أي ليلة سقوط النظام السوري، نشر المصري عبر حسابه على إنستغرام مقطع فيديو يناجي فيه والدته، قائلاً:
“استنيني يا أمي، استنيني… أخيراً رح أشوفك يا أمي. 14 سنة يا أمي! مبروك يا سوريا، مبروك لكل شاب اتغرب، مبروك لكل طفل، مبروك لكل بيت من سوريا. الرحمة للشهداء الذين ضحوا من أجل سوريا”.

يبدو أن هذه الكلمات العاطفية لم تكن مجرد وعد، فقد عاد المصري ليوفي بوعده ويُعانق والدته مجدداً بعد سنوات من الفراق.

مسيرته الفنية.. من “العكيد” إلى العالمية

سامر المصري، البالغ من العمر 55 عاماً، هو واحد من أبرز نجوم الدراما السورية، وعضو في نقابة الفنانين السوريين منذ عام 1996.

حصل على بكالوريوس في الأدب الإنجليزي عام 1991، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1996، مما منحه قاعدة أكاديمية قوية في التمثيل المسرحي والدرامي.

حقق شهرة واسعة بعد مشاركته في عدة أعمال ناجحة، أبرزها:

  • دوره الشهير في مسلسل “باب الحارة” بشخصية “العقيد أبو شهاب” في أجزائه الثلاثة الأولى.
  • بقعة ضوء، أبو جانتي، جلسات نسائية، وعدة أعمال درامية أخرى.

في 2012، ومع تصاعد الأحداث في سوريا، غادر البلاد وانتقل إلى الإمارات العربية المتحدة ليعيش مع عائلته.

بعد ذلك، أعلن المصري معارضته للنظام السوري، مما أدى إلى منع السلطات السورية تجديد جواز سفره، في ظل تداعيات مواقفه السياسية.

العودة بعد التغيير السياسي في سوريا

جاءت عودة المصري إلى دمشق بعد سقوط النظام السوري، مما أتاح له فرصة استعادة حريته في التنقل والعودة إلى بلاده دون قيود سياسية.

على الرغم من الفترة الطويلة التي قضاها في الخارج، إلا أن المصري لا يزال واحداً من أكثر الفنانين تأثيراً في الدراما السورية، وجمهوره ينتظر منه المزيد من الأعمال الفنية بعد عودته.

الوسوم:

سامر المصري، باب الحارة، العكيد أبو شهاب، دمشق، مطار دمشق الدولي، عودة المغتربين، الفنانين السوريين، الثورة السورية، النظام السوري، سقوط النظام، لمّ الشمل، العراضات الشامية، الدراما السورية، الفنانون المعارضون، حرية التعبير.

اترك تعليقا